ـ «اتفاق الكبار»
اتفق غالبية المتابعين الرياضيين من مختلف الأطياف أن أحد أهم أسباب هبوط مستوى الكرة السعودية هو الأرقام الفلكية التي بات اللاعبون يحصلون عليها حتى أحدثت لديهم نوعاً من الاختلال النفسي والذهني، فانعدم الحافز وضعفت الهمة، وأصبحت السيناريوهات مكررة.. لاعب شاب يتألق ويبرز بقوة ثم يدخل عالم المحترفين بعقد باهظ وأضواء حارقة ثم شيئاً فشيئاً تبدأ الرحلة في الأفول حتى يقترب العقد من نهايته فيعود المستوى حتى التوقيع، وقد بصم على هذا السبب أولئك الذين تغنوا بمن رفع العقود وأدخل الكرة السعودية هذا النفق المظلم، ولأن عملية النهوض بالكرة السعودية مرة أخرى تحتاج إلى تضافر الجهود من الجميع شرعت الأندية بمبادرة من الأمير عبدالرحمن بن مساعد في محاولة إيقاف الهدر المالي الكبير الذي تتعرض له الأندية، وبالتالي ارتفاع مستوى اللاعبين من خلال «اتفاق جنتلمان» بين رؤساء الأندية الأربعة الكبار «الاتحاد والشباب والأهلي والهلال» والترتيب جاء بحسب العمر الزمني يهدف لوضع «سقف معين» لعقود اللاعبين حتى لا تصل الأرقام لمبالغ لا يمكن الوصول إليها في يوم من الأيام، خصوصاً وأن العقود الحالية تشتكي من «التضخم» وقد غاب عن الاتفاق «نادي النصر» ليقينه بأنه لا يوجد بين صفوفه لاعب يغري الأندية المتنافسة لجلبه سوى اسم أو اسمين لعل «إبراهيم غالب» أحدهما، لذا سيحاول بكل ما يستطيع الاستفادة القصوى من هذه الاتفاقية لإغراء اللاعبين المهرة في الأندية السابقة، لكنه سيصطدم بواقع عدم رغبة السواد الأعظم من اللاعبين في الانضمام إليه نظراً للحقيقة التاريخية التي تؤكد بأنه «مقبرة للنجوم» وهو الآن على مشارف عقدين من الزمان لم يصنع نجماً ولم يبرزه رغم كثرة الأسماء التي استقدمها، وهذا عائد للأجواء العامة في النادي التي لا تساعد على البروز والتألق وكثيرة هي الأسماء التي برزت في المنتخبات السنية منه لكنها تختفي وتتلاشى بعد عام أو عامين.
بقي أن أشير إلى أنني من مؤيدي هذا الاتفاق إلى حين الوصول إلى خصخصة الأندية بعدها لا فائدة من وراءه فهو سيساهم في القضاء على سلبيات التضخم الحالي أسوة بما يحدث في الكرة العالمية.. فهناك حين يجلب نادٍ لاعباً مهماً يستفيد من حضوره في المبيعات والإعلانات ثم أن شروط العقد بيده يضع فيها بنداً لخصومات كبيرة في حال انخفاض المستوى على عكس أنديتنا التي تضطر للتنازل حتى تكسب معركة الصراع على لاعب مع بقية المتنافسين، ولا تضع شروطاً تحفظ فيه حقوقها إذا انخفض مستوى النجم أو ماطل.
الهاء الرابعة
الجو مغري والهوا ينعش الروح
والغيم في كبد السما صار لوحة
يبري خفوق اللي من الوقت مجروح
ويزيل هم اللي تزايد جروحه