الأول
حين أكدت الاستفتاءات الرسمية من شركات عالمية متخصصة بأن جمهور الهلال هو الأول رقمياً وفي أكثر من مناسبة، وقد قام عليها منافسون شرفاء رفضوا لغة الأرقام وتوجهوا نحو المدرجات واعتبروها المقياس الحقيقي لكثرة الجماهير، مع أنها لا تقيس تلك الكثافة بدقة علمية، لاعتبارات عديدة، من أهمها أن الحضور المراد المفاخرة فيه والتباهي وجعله دليلاً «منتقى» بعناية ويمكن أن يكون عدد الحضور منطقياً لو احتسب الموسم كاملاً ثم استخرج منه متوسط نسبي،
وحين أكدت شركات استثمارية تعود لمنافسين أيضاً تلك الحقيقة الدامغة مع أن رأس المال جبان ولا يحابي أحداً على حساب مصالحه وأرباحه اعتبروا ذلك نوعاً من المجاملة أو نتيجة لضغوطات معينة وفق اتباع ثابت لفكر المؤامرة وأن هناك ما يحدث خلف الأكمة.
وعندما خاصمتهم المدرجات نفسها بعد إقرار احتساب عدد الحضور الجماهيري لكل مباراة بعد مضي دقائق قليلة من الشوط الثاني وأثبتت أن جمهور الهلال هو «الأول» في كثافة الحضور بعد أن أثبت أنه الأول عدداً ومفخرة شككوا كالعادة في صحة أرقام الحضور، وباتوا ينظرون بالعين المجردة ـعليها غشاوة صفراء سميكة لا تسمح بدخول الضوء ولا خروج الصورة صحيحة بعد التصاقها بجدار الشبكية مقلوبة– مع العلم أن عملية احتساب عدد الحضور الجماهيري لكل مباراة يشرف عليها جهات عدة منها الفريق المستضيف، ولو كان هناك تلاعب فمن الأكيد أن يعرفه النادي ويقر به ربما من أجل تخفيض نسبة حصة الجهة الرسمية المشرفة –هذا لو أقررنا بصحة زعمهم وتسايرنا معهم طرحاً وليس فكراً–.
أيّها الأحبة إذا كنا نؤمن بلغة الرقم وإن كان للكرة السعودية ثوابت منطقية غير عاطفية كالهلال زعيماً للبطولات والاتحاد عميداً والشباب شيخاً، فإن جمهور الهلال هو الأول، بل وبلا منازع.. ولكم أن تسألوا مطارات المملكة كيف تتعطل وتزدحم حين يحضر الفريق، ولكم أن تتابعوا نجوماً عالميين حضروا من بطولات دولية كيف أنهم ينبهرون حينما يشاهدون كثافة جمهور الهلال، وتعلق تلك الجماهير بفريقها أينما حل وارتحل.
الهاء الرابعة
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك تصفو والانام غضاب
وليت الذى بينى وبينك عامر
وبينى وبين العالمين خراب
اذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذى فوق التراب تراب