(يا عيني على القرار)
كم كنت أتمنى أن نطبق ولو جزءا يسيرا من معارفنا ومداركنا وإرثنا التاريخي الضخم في تعاملاتنا اليومية وفي إدارة شئون حياتنا العملية والاجتماعية ومن ذلك أن «في العجلة الندامة وفي التأني السلامة» أو في النهج النبوي الكريم «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه»، وهاتان الحكمتان غابتا عن الجهاز الإداري المشرف على المنتخب الوطني حين فرض عقوبة الحرمان من المكافأة المضاعفة على الثلاثي «نواف العابد وحسن معاذ وعبده عطيف» وتتابع الأسماء جاء وفق الأصغر سناً والأكثر خطأ وذلك لعدة اعتبارات أهمها أنها تعطي بالعقوبة مسوّغاً قانونياً للجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي بفرض عقوبة قاسية بحق الثلاثة أو بعضاً منهم والتي ثبت بالدليل القاطع أنها لجنة تدار بـ»الريموت كنترول» بيد إعلاميين أو أطراف خفية لا نعلم عنهم شيئاً، وفي حال حدوث العقوبة ماذا سيفعل اتحادنا الموقر هل سيعترض وبأي طريقة يستطيع «الاحتجاج» أم سيلتزم الصمت وهو يرى الاتحادات الأخرى تفرض نفوذها وسيطرتها وتخرج منتخباتها وأنديتها من «أنفاق مظلمة»
إضافة إلى أن قرار الحرمان المعلن أمام احتمالين أولهما أنه لإظهار صورة الجهاز الإداري بالحازم والصارم وأن العقوبة لن تنفذ وفي ذلك تشهير باللاعبين وإضعاف للجهاز نفسه أمام الجهة الأكثر تأثيراً بقراراته أو أن العقوبة سارية المفعول وفي ذلك تجن كبير على اللاعبين الثلاثة أولاً من ناحية التشهير، وثانياً من ناحية التوقيت، فهو قد جاء قبيل مباراة مفصلية هامة على ضوء نتيجتها ستتحدد مسألة التأهل من عدمه وللاحتمال الثاني نقول – لا سمح الله – وبالتالي الضغط على اللاعبين نفسياً مما يستوجب الحذر من ظهور انفعال آخر مصدره حالة الكبت على اعتبار أن اللاعبين أنفسهم استجابوا لضغوطات المنافسين رغم حالة التقدم المريح، وكون اللقاء يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة كبت سابق انفجر في لحظة سكون انفعالي بينه وبين حالة الفرح العارمة
والمحصلة النهائية تقول إنني مع فرض عقوبات على اللاعبين يفضل أن تكون غير معلنة وبالذات هذا الثلاثي حتى وإن اعتذروا مع التريث قليلاً حتى نهاية المواجهة المقبلة إن حسمت الأمور سلباً أو إيجاباً وإن بقيت الحظوظ تؤجل لنهاية المشوار.