( العقول تحجرت مثلا )
استمرارا لمسلسل العقول بين المتطوّر منها والقابل للنمو كحال صاحبه، وبين من توقفت عنده الحياة فأصبح متحجرا ينفع لأي شيء حتى « ديكور تراثي في الجمجمة « إلا التفكير، وقد تطرقنا بالأمس بدليلين شاهدين على كيفية تعاطي شأن المنتخب الوطني في الانتصارات والانكسارات بفكر غلبت عليه العاطفة والميول رغم مرور السنوات الطوال وهي إما أن تصنف على أنها سنوات خبرة يصقل فيها الشخص قدراته العقلية ويستفيد من تجاربها أو يبقى مكانك « راوح « واليوم سنتطرق لمثال آخر « بلينا به حتى مللناه « وأصبح علامة بارزة في تعاطينا مع مخرجات المباريات وهو متعلق بالأخطاء التحكيمية والتي لا يمكن أن تخرج مباراة كرة قدم على وجه الأرض دون أن تقع بها سواء كانت مؤثرة أو بسيطة، والفرق بينهما يكمن في بعض الأحيان من تناولنا لها فإن كانت وقعت على فرقنا المفضلة أو استفاد منها فريق معين فإننا نملك قدرة عجيبة على تضخيمها لدرجة أن الحياة تتوقف في الملاعب ولا يبقى إلا هي فنصورها على أنها سبب الخسائر علينا والعامل الأول والوحيد لتحقيق بطولات وانتصارات الطرف الآخر، أما إن كان الأمر على العكس من ذلك واستفادت فرقنا المفضلة من الأخطاء حتى ولو كانت أكبر من أحد ومعه ثهلان وطويق ولا مانع من إضافة سلسلة جبال السروات فإنها تصبح جزءا من اللعبة وهذه هي طبيعة البشر بل والأدهى والأمر أننا في كثير من المواقف لا نمر عليها ونعتبرها لم تحدث إطلاقا
ودائما ما أتساءل بيني وبين نفسي « وبعدين ؟ « ألا نمل من تكرار مثل هذه الأشياء وما الفائدة من هذا التكرار المستهجن والذي جلب لنا الصداع والاحتقان دون فائدة، ومع أن بعض الأطراف قديما كانت تستخدمه كوسيلة ضغط على الحكام أنفسهم في ظل استجابة متوقعة من حكامنا المحليين للمؤثرات الخارجية إلا أننا ما زلنا نمارس تلك الأفعال حتى مع القادمين من بلاد « الفرنجة « والذين لا يعرفون مفردة واحدة من لغتنا ولا يقضون بيننا إلا فترة بسيطة ويرحلون ومع ذلك واصلنا النهج لنعطي دلالة على أن عقولنا إما أنها تلوثت بالعدوى فلم تعد تستجب أو أنها تسمرت رهينة للعاطفة أو تحجرت وأصبحت أثرا بعد عين
الهاء الرابعة
رأيت الهلال ووجه الحبيب
فكانا هلالين عند النظر
فلم أدرِ من حيرتي منهما
هلال الدجى من هلال البشر
فلولا التورد في الوجنتين
وما راعني من سواد الشعر
لكنت أظن الهلال الحبيب
وكنت أظن الحبيب القمر