احتراف سامي
منذ أكثر من خمس عشرة سنة التقيت بالنجم الكبير والأسطورة السعودية سامي الجابر إبان استعدادات المنتخب الوطني لنهائيات أمم آسيا في أبو ظبي والتي عاد أخضرنا حاملاً كأسها كآخر نسخة تتحقق منذ ذلك التاريخ، وكان اللقاء عقب لقاء ودي أطلقت فيه فئة مغلوبة على أمرها عبارات استهجان نحو سامي ونحو فؤاد الأخضر وقد سألته بيني وبينه ألا تؤثر فيك تلك العبارات وتحد من طموحك فقال لي على العكس تماماً فهي تحفزني لتجاوز العقبات والسير بقوة لتحقيق طموحاتي وطموحاتهم، ثم ودعني بعد دقائق حديث جميل حتى لا يتأخر عن حافلة المنتخب للذهاب للمعسكر عندها قلت لصديق حضر معي واستمع للحوار صامتا:
«الآن عرفت لم سامي مميز جداً ومسيرته مظفرة ناجحة» فهو يعرف ماذا يريد؟ وكيف يصل لهدفه من أوسع الأبواب وأقصر الطرق، يعجبني فيه أنه يخطط لكل شيء قبل الإقدام على السير نحو المتطلبات ومن هذا المنطلق أطلق عليه لاعباً لقب «الذئب» والذئب لا يهرول عبثاً
بعد الاعتزال تحوّل سامي لإدارة الكرة فكان النجاح حليفه ليس بذات الطريقة الموجودة من أسلافه سواء في ناديه أو الأندية الأخرى وكان من ثمارها خمس بطولات من فئة خمس نجوم، بل إن واحدة منها « تاريخية « وبمستويات كبيرة وتميز أكثر من رائع ومع ذلك مازالت عبارات الاستهجان تخرج عليه بين الفينة والأخرى وهذه المرة لم تأت من المدرجات بل جاءت عبر معرفات مجهولة خلف «الكيبورد» أو من أقلام جوفاء جافة لا تختلف فكراً وخلقاً عن تلك المعرفات بل المؤلم حقاً أن هناك من يرمي عليه التهم جزافاً دون دليل بين أو برهان ناصع
ولعمري إنني أستغرب كيف ينتقد سامي في خطوته الجريئة بمحاولة الحصول على «شهادة تدريب معتمدة من أكثر المعاهد شهرة وصرامة في العالم» متحججين بالفراغ الإداري مع العلم أنه لا يستطيع أن يجد الوقت الكافي حتى في إجازته مع العلم أيضا أن فترة الإجازة لا يمكن فيها الحصول على الدورة وتأثير غيابه على الفريق في هذه الفترة ليس كبيراً بالدرجة التي صوّرت، فهو واحد من المنظومة له في النجاح مقدار، وعليه في الفشل مقدار مماثل، وتبقى المقادير الأكبر عند الجهاز الفني وعناصر التنفيذ.
الهاء الرابعة
يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا
وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ
من أين نأتي، والحواجزُ بيننا
ضَعْفٌ وفُرْقَةُ أُمَّةٍ وهَوانُ؟
من أين نأتي، والعدوُّ بخيله
وبرَجْلهِ، متحفِّزٌ يَقْظَانُ؟