( مالك الحزين)
بين اللاعب الفنان الخلوق مالك معاذ وبين الطائر المائي الجميل « مالك الحزين « علاقة مطردة في الاسم والصفة فكلاهما مالك وكلاهما حزين وإن كان الطائر الأبيض موسوما بالحزن كناية لمكوثه وقتا طويلا يراقب الماء دون حراك ويتأمل الطبيعة في حين أن مالك الإنسان قد جاءه الحزن من ذوي القربى – أليس ظلم ذوي القربى أشد مرارة – فقد تحوّل النجم الأول والأوحد في مدرجات الراقي إلى « مقذوفة « يحركونها في أي اتجاه يريدون بل إنه بعد أن كان يجندل المنافسين ويكسر متاريسهم الدفاعية ويحبط آمالهم ويصعد بفريقه إلى المنصات وبالذات « كتيبة النمور « المسيطرة في السنوات العشر الأخيرة على نزالات الديربي بعد أن وقف أمامهم ببسالة فتى طيبة الطيبة النحيل وسحب الفرح والبهجة إلى البساط الأخضر الذي كان يعاني قبله جفافا وتصحرا وقد جاء سيناريو القضاء عليه « محبوكا « بعناية فمن عقد « غبن « أولي دون استلام كامل الحقوق إلى إبعاد قسري عن التشكيل الأساسي إما بإشراكه على الطرف وعليه تأدية أدوار مزدوجة منها تغطية الظهيرين حتى يستنفذ مجهوده وينهار بدنيا حين تأتي الحاجة الماسة للفاعلية الأمامية أو بالتعاقد مع ثلاثة مهاجمين أجانب – لا يمكن أن يشاركوا جميعا – ليظل هو الخيار الرابع أو الخامس في القائمة الأساسية حتى أن المدرب الهارب « فارياس « حين أعلن أنه لن يكون ضمن خياراته وفي ظل بحثهم عن مهاجم محلي وقعت العين على « عنبر الهلال « فكان رد الهلاليين منطقيا بطلب مالك إما بالإعارة ستة أشهر بستة ملايين والعنبر أو الانتقال النهائي بخمسة وعشرين مليون ريال والمهاجم الذي يريدون حينها ثارت ثائرتهم واعتبروا المفاوضات « جنحة « يعاقب عليها النظام فكان الرفض الغاضب دون الرجوع للاعب الذي لا أظن أنه كان سيرفض
الآن تبدلت الأحوال ف « الجريمة « التي أقدم عليها بنو هلال أصبحت مطلبا أهلاويا بعد أقل من سنة كبيسة لـ « يبيعوا عقد مالك بثمن بخس « حتى دون الرجوع إليه أو أخذ موافقته بالإعارة للنصر دون حقوق مالية له فما على النصراويين إلا تسديد باقي مستحقاته السابقة لديهم والبالغة مليونا ونصف وما كانت موافقة مالك على الانتقال إلا من باب البحث عن متنفس هواء بعد أن « كتموا « صدره ورئتيه بدليل أنتم تشاهدونه بأعينكم وإلا كيف يرفض عقدا بالملايين ويوافق على عرض زهيد – ألا يدل ذلك على أن وراء الأمور أمر طبخ بليل حتى وإن كان الطباخ كفيفا – ومع أن مالك الطائر مازال يتأمل البحر لم يتحرك إلا أن مالك الإنسان انتقل إلى العريجا الصفراء يحاول أن يرسم الابتسامات على محياه ولكن الحزن كان أعمق فظهر وبان فعليكم وعليه الأمان
الهاء الرابعة
صمٌ إذا سمعوا خيرا ذُكرت به
وان ذُكرت بسوء عندهم أذُنـوا
أو يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا
منّي وما سمعوا من صالح دفنوا