2011-09-07 | 18:00 مقالات

أخطاء بدائية

مشاركة الخبر      

في كرة القدم حين تخطئ ثق أن المنافس متربص بك وينتظر هذا الخطأ ليسجل في مرماك، وعادة ما تنتهي المباريات وتحسم المنافسات وتصعد المنصات وتحصد البطولات بسبب خطأ مستثمر أو خطأ قاتل.
مباراة منتخبنا ليلة البارحة لم تخرج من هذا الإطار ولم تتجاوز هذه القاعدة، فبغض النظر عن قصة الهدف الأول الذي سار على عكس اتجاه اللعب وسير المجريات، وبعد شوط أخضر مقنع إلى حد كبير، جاءت الكرة الأولى الخطرة للعملاق جسدا « كينيدي « وبذات الطريقة التي يجيدونها فعانقت الكرة الشباك ومرمانا لايستحقه، وفي الشوط الثاني جاء مسلسل الأخطاء البدائية التي لاينفع معها فكر مدرب ولاطب حكيم ولاحتى طب بديل، فبعد تمريرة مغامرة من حارس المرمى تقطع الكرة وتسجل من نفس اللاعب كنتيجة منطقية للتهور غير المبرر، ثم ورغم هدف تقليص الفارق الوحيد للسعودية في التصفيات حتى الآن، يكرر قلب دفاع نفس الخطأ البدائي السابق ويمسك بلاعب منافس داخل الصندوق، لتأتي ضربة جزاء صحيحة قضت على ماتبقى في دواخلنا من أمل في التعديل، لتمضي بقية الدقائق مملة ورتيبة .. معيدة لنا سيناريو مؤلماً تعودنا عليه في الآونة الأخيرة.
المنطق يقول إننا خسرنا جولة ولم نخسر التأهل حتى الآن، ومباراتا تايلاند المقبلتان هما الفيصل، فالحصول على أربع نقاط من أصل ست هو ماتبقى لنا من طموحات، خصوصا أنه هو المنافس الأبرز على بطاقة التأهل بعد أن قفز « الكانغر « ببطاقة أقرب الظن أنها ستكون الأولى، ولازال أملنا قويا في المرحلة المقبلة، خصوصا أن معوقات هبوط مستوى منتخبنا ستتلاشى مستقبلا، فالمدرب سيجد الوقت الكافي للتعرف على قدرات لاعبيه وترسيخ منهجيته لهم، إضافة إلى أن لاعبينا سيدخلون في أجواء المنافسات ومزاولة الكرة في المواجهات الرسمية.
بقيت نقطة أخيرة تتمثل في الوقفة الرائعة من جماهير الشرقية والمؤازرة الكبيرة طوال وقت اللقاء، وهو أمر غير مستغرب ولكنه جاء من باب ذكر المحاسن.. فالشيء بالشيء يذكر.

الهاء الرابعة

يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرِجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه
وعثرته بالرِجلِ تبرا على مهل