حتى يسلم التفاح
أعرف أنني لو قصصت لكم حكاية التفاحة الفاسدة لقلتم عن صاحبكم إنه « قديم ومغبر « بعد أن حذفت هذه القصة من مقررات المرحلة الابتدائية إثر عملية تطوير المناهج الدراسية، ولكن رغم ذلك ستبقى قاعدة ثابتة من قواعد الحياة الاجتماعية، فحتى تحافظ على الجماعة لابد من نفي الفرد المخرب وغير المنسجم مع قوانين التنظيم.. وهكذا في بقية شؤون الحياة، حتى في الطب قد يجبر الأطباء على اقتطاع جزء من جسد المريض لتسلم بقية الأجزاء ليعيش بأمان واستقرار.
هكذا فعلت إدارة الهلال مع « المنشق وصاحب القلب الطيب خالد عزيز « بعد أن منحته كل السبل الكفيلة باستقامته وإعادته إلى جادة الصواب، ولكن المساعي فشلت والوعود ذهبت أدراج الرياح وخرجت الأمور عن السيطرة، فكان لابد من العقاب الرادع والمنبثق من رؤى احترافية قائمة على العدل ولاشيء غيره، وبعد أن بدأت العدوى في الانتقال لبقية الرفاق بعد أن تغيب أربعة من صغار السن كبار الموهبة عن التمرين الأول بعد إجازة العيد، فكان جزاؤهم إبقاء اثنين منهم في الرياض وعدم مرافقة الفريق لرحلته الخارجية لتنفيذ برنامج تدريبي صارم وقاس، وتحويل آخرين إلى الفريق الأولمبي رغم أن المجموعة ناقصة أصلا أكثر من عشرة لاعبين بدواع مختلفة.
هذا هو الاحتراف الحقيقي الذي يجب أن يطبق في كل الأندية، فاللاعب موظف عام عليه واجبات وله حقوق، فإن نال حقوقه من أموال وشهرة وخلافها عليه أن يؤدي واجباته من تنفيذ كامل لشروط التعاقد، من محافظة على المستوى، والتقيد بأنظمة الأجهزة الإدارية والفنية والطبية، ومن يخالف يجد العقاب الرادع وتنخفض أسهمه في سوق التعاقدات، فيضطر للتنفيذ بدلا من سياسة الجذب الحالية النافعة قريبا والمضرة على المدى البعيد.
ويا ليت شعري كيف أن هناك حالات غياب مماثلة حدثت في بعض الأندية ولم نسمع عنها عقابا أو لفت نظر، ولا أعلم حقيقة هل عوقب المتغيبون أم لا؟ فإن عوقبوا فما الذي يمنع من نشر العقاب حتى يطمئن المنضبط إنه مقدر ومحفوظة حقوقه؟ فالتستر على المخطئ قد يجر إلى أخطاء أخرى.
الهاء الرابعة
تُغنّي على الدوح الوريق حمامةٌ
فيحسبه المحزونُ لحنَ بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها
حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ
تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء