2011-08-17 | 18:00 مقالات

إلى جنان الخلد

مشاركة الخبر      

يا رباه هل أصابني ما أصاب المبدع العربي حين رثى الحكام والخلفاء والأمراء وذويهم بأروع القصائد وحين ألمت به المصيبة عجز اللسان عن النطق وتحدثت العينان
« عجز اللسان يحكي لكن حكت عيني...... أثر العيون تحكي وتفسر الغاية «
ويا رباه إنني أتوسل للحروف أن تسعفني وتأخذ شيئا من لغة العيون لتظهر شيئا من مكنون النفس المتعبة والراضية بقضاء الله وقدره وغير المعترضة على أمر قد قدر ولكن القلب يحزن والعين تدمع قضاء وقدرا أيضا
لقد رحل « شيخ الرياضيين «إلى مثواه في منتصف الشهر الكريم وفي ذلك فأل حسن فقد رأى علماء الدين أن من مات في رمضان يرجى له الخير وأن ذلك ربما يكون من علامات حسن الخاتمة
ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم» حتى وإن لم يتأكد عندي ضعف الحديث من قوته ولم استطع إلى ذلك سبيلا فإنني سأذكر للفقيد أنني زرته أكثر من مرة وتأتي الصلاة أثناء الزيارة وقد وجدته يطيل السجود لربه ويخشع فيه مما زاده عندي في حياته قدرا وقيمة راجيا الله أن يتقبل منه صالح الأعمال ويتجاوز عنه وعنا جميعا
لقد عاش الرجل في دنياه ثمانين حولا وفوقها ستة أخرى كان فيها مثالا للرجل النزيه صاحب الخلق القويم والسلوك الحسن ولم يعرف عنه أنه أساء لأحد بعينه رغم أن ساحتنا ساحة نزاع ومستوطن صراعات وجامعة مشاكل تبدأ من توافه الأشياء وتنتهي بها بعد أن تقتلع جزءا كبيرا من بياضنا وتطمثه
أيها الراحل الكبير لا نملك لك ولا لأنفسنا إلا الدعاء بالرحمة والغفران « اللهم يا حنان يا منان يا رب العرش العظيم نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تغفر لعبدك ابن عبدك وِأمتك عبد الرحمن بن سعيد وأن تدخله جنة عرضها السموات والأرض وأن تتقبله قبولا حسنا وأن تجبر كسرنا فيه وأن ترحمنا يا ذا الجلال والإكرام «

الهاء الرابعة
قال الله تعالى
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)