( لا .. للاستئناف )
كان من البديهي أن تخصص الهاءات مع صبيحة هذا اليوم لل « الكلاسيكو الآسيوي الكبير « ولنزال كسر العظم وليس المفاصل كما يحبذ « الكهل ديمتري « في واحدة من أهم مناهج خططه الفنية لإيقاف المنافسين، وهو المنهج الذي كشفه الاتحاديون بأنفسهم ولم يأت به أحد من الخارج حتى تداولوه في إعلامهم بإقرار تام.
ولكن حال دون ذلك حائل – حتى لو أن بوصلة القلب باتجاه حائل – بعد القرار التاريخي الذي اتخذته لجنة الانضباط بدعم كبير من رؤساء جميع اللجان المؤثرة والقاضي بحرمان التعاون من المشاركة في كأس الأبطال وهبوط الوحدة إلى مصاف الدرجة الأولى، بعد تأخر الفريقين في النزول إلى أرض الملعب لما يقارب ربع الساعة ليتسنى لهما معرفة بقية نتائج المباريات المرتبطة بمباراتهما والخاصة بالفيصلي والوحدة، ولتزداد الشكوك بعد النتيجة التي انتهت عليها المباراة، فالتعادل يؤهل التعاون ويبقي الوحدة – والنتيجة تشبه الوضع الذي كان بين ألمانيا والنمسا في كأس العالم 82 التي خرجت بسببه الجزائر من المجموعة، ومن بعدها أقر الاتحاد الدولي لعب مباريات المجموعة الواحدة في الجولة الأخيرة في توقيت واحد – ولكن هذا التوقيت لم يعمل به وتم تأخيره في لقاء « الشرائع «
لست مع القرار ولاضده وهو قابل للاستئناف ومن ثم الرفض مساء البارحة، ولكنني مع الصرامة في تطبيق الأنظمة واللوائح على أي طرف، وفي حال تنفيذ القرار وعدم قبول الاستئناف فإن الاتحاد السعودي يرسل رسالة صارمة لبقية المتنافسين عنوانها الرئيس « ويل لمن تسوّل له نفسه العبث بمنافساتنا حتى لو كان بالإهمال ودون التعمد «
ومنذ إقرار العقوبة والآراء منقسمة حولها، فمنها ما يرى القرار مجحفا وإنه بني على « شكوك « ويفضل أن يكون هناك تحقيق واسع، فإن ثبت التلاعب تلغى نتائج الفريقين ويهبطان سويا، ومنهم من يرى أن القرار كان « رحيما « فالهبوط للفريقين هو القرار المناسب إذا كان أصحاب القرار متأكدين منه وألا يجعل قابلا للاستئناف، ويرون إنه لن يستمر فالأمر كله « فركة إذن « وسيلغى قريبا.
فيم ترى الهاءات أن هذه « نقلة نوعية « في لائحة تطبيق العقوبات، وإن كان الوحدة والتعاون ضحية أولية لعهد الصرامة، فإنها تتمنى أن تشاهد أندية الحظوة في نفس الحال لو أنها ارتكبت ما يسيء لساحتنا.. فقد آن الأوان لعملية « تنظيف كبرى «
الهاء الرابعة
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنَّني
أَعِزُّ، وَأَحداثُ الزَّمانِ تَهُونُ
فَظَلَّ يُريني الخطْبَ كَيْفَ اعتداؤهُ
وَبتُّ أُرِيهِ الصبرَ كَيْفَ يكونُ