رياضة في درجة الانصهار
في كل دول العالم المتطوّر الرياضة تبدأ من المدارس والأكاديميات، ولا يوجد ما يسمى بالأزقة والممرات الضيقة و» عيال الحارة «، ولأن الرياضة المدرسية تشكل الرافد الأهم في تكوين الساحة الرياضية في أي بلد سواء كانت كرة قدم أو ألعابا مختلفة جماعية أو فردية بعد أن تصقل مواهب النشء من خلال معلمين مهيئين أكاديميا ومدربين على أحدث وأرقى الوسائل والسبل الحديثة والمتطورة، يساعدهم في ذلك الأجهزة والأدوات والمباني التي تتوفر بها كل الأدوات الصاقلة.
في حين أن لدينا نحن مشكلة مزمنة فيما يسمى مجازا « الرياضة المدرسية « فكل ما يقدم لديهم هي « كرة قدم « ربما تكون مستعارة من أحد الطلاب مع توفير « حوش « لا يصل لقياسات رسمية ولا يحتوي على أدنى درجات السلامة الضرورية لحماية الطلاب الصغار والبراعم الناعمة القابلة للتأثر بشكل سريع، على اعتبار أن غالبية المدارس « مبان مستأجرة « أما المدارس ذات المباني الحكومية فالوضع أفضل لكنه لا يصل لدرجة الكمال التي تنشدها الرياضة المدرسية.
في مدرسة ابتدائية شرق العاصمة الرياض كانت الساحة المعدة لممارسة الرياضة عفوا كرة القدم وشيء من الألعاب المختلفة « مغطاة « بسواتر حديدية تقي من أشعة الشمس الحارقة وقليل من الحرارة، ولكن ولأنها _ أي السواتر _ كانت آيلة للسقوط رغم أن عمرها لم يتجاوز العام ونيف من الأشهر، فقد أشار المهندس المراقب بسرعة إزالتها لاحتمالية سقوطها في أي لحظة من اللحظات، وبعد الإزالة أصبحت الساحة « مكشوفة « لأشعة الشمس الحارقة وللغبار وللذباب والبعوض، ولم تتحرك الجهات المعنية لتركيب بديل عنها رغم ضرورتها، فمن الصعوبة بمكان أن تبقى رؤوس الصغار عرضة لتلقي الأشعة العامودية التي تؤثر بقوتها على الحديد والصلب فكيف بجلود ناعمة وشرايين وأوردة غير قادرة على قوة التحمل ولا على صلابة الوقوف لأوقات طويلة تحت سطوتها، والمؤسف في الأمر أن الجهة المعنية قررت تركيب البديل بعد نهاية العام الدراسي – لاحظوا بعد نهاية العام الدراسي – بمعنى أن الطلاب سيبقون لشهرين تقريبا دون معالجة أو شعور بمدى معاناتهم، وحقيقة لا أعلم السر وراء هذا القرار، ولكنني أعلم يقينا أن صاحب القرار وقعه وهو ينعم بأرق النسمات الباردة من أحدث أجهزة التكييف المركزية.
الهاء الرابعة
الصراحة مزعجة وأنا صريح
تزعجك ما تزعجك بقولها
والا تدري ما يصح إلا الصحيح
خاطب العالم بقد عقولها