أضاعوك... يا فهد
لم يكن غريبا أو مستغربا بالنسبة لي على الأقل « اعتزال « الحكم الدولي المتميز فهد المرداسي ومغادرته للوسط الرياضي إلى غير رجعة، بعد المضايقات والضغوطات التي تعرض لها ولايمكن لبشر أن يتحملها.
وحقيقة إن الغرابة تكمن في بقاء الحكام حتى الآن وأنهم لم يغادروا منذ زمن، والأدهى أن بعضهم يستمر حتى نهاية الفترة القانونية التي تسمح بالاستمرارعلى اعتبار أن الوسط الرياضي بالنسبة لهم « غير صالح للاستخدام الآدمي «، فنحن نتعامل معهم على أنهم « آلات « صماء فاقدة للحواس الخمس إلا ماترك شاعر أغنية صدح بها بلبل الإمارات.
والمرداسي ما هو إلا « نموذج راق « قدرة وخلقا، فهو يعمل في القصيم وزوجته وأطفاله في الرياض، وكل أسبوع يتنقل من مكان إلى آخر والمردود المادي ضعيف جدا، وإذا جاء لا يأتي على موعده، وفوق كل هذا يتعرض لكل أنواع السب والشتم والمعاملة القاسية من منسوبي الساحة، وبالذات بعض الإعلاميين ورؤساء الأندية، والعناصر الأخيرة تجاوزت المعقول وبالذات أطراف معنية، فنالوا من الذمم وشككوا في الأمانات وتهكموا بالأسماء والأشكال والألوان حتى وصلوا « للحم الحار « يشاطرهم في ذلك أعضاء شرف لايحضرون إلا عند كل كريهة وليس لسداد ثغر.
ومع ذلك وقف الاتحاد السعودي لكرة القدم موقف المتفرج ولم يوقف تلك المهازل التي يتعرضون لها بشكل متواتر مستمر غير منقطع، مع أن اللوائح والأنظمة تجيز له الضرب بيد من حديد على كل متجاوز، ولكن « أين المطبق « بكسر الباء، وإن أردتم فتحها فلا ضير خصوصا ممن يشعر بوخزات جوع عابرة تدغدغ « بيت الداء «
حتى أن اللجنة المعنية بهم تحولت ضدهم فوضعتهم « بين المطرقة والسندان « وكان لزاما بعد ذلك أن تأتي ردة الفعل الطبيعية وكانت « البداية بفهد « في انتظار الآخرين، إلا إن حدث في الأمر تغيير ويشترط أن يكون جذريا ولو على مراحل.
وحادثة فهد هذه يجب أن تدرس جيدا، ولكن ليس كحالة فردية يتم الفصل فيها وعلاجها بالمسكنات كما جرت العادة في أغلب الحالات، بل ك « ظاهرة عامة « يعاني منها حكامنا للأسف الشديد.
الهاء الرابعة
أنا وين أبلقى يالاجاويد فاعل خير
حريصٍ على سرّ المحبين لارسلته
أناّ لوّ أبصبر عام مابان بي تأثير
وهالحين حتّى الصبر يومين ما أحتلته
أنا مثل صقارٍ تولّع بحبّ الطير
ولف قلبه فروخ الشياهين وهبلته