الأخضر الفنان وحّد الألوان
وحّد الأخضر الفنان كل الألوان، وحسم مواجهة تايلاند باطمئنان، ليزيد من جرعة التفاؤل في الأوساط الكروية السعودية الطامحة في بطاقة التأهل لمونديال روسيا، وحقيقةً فلقد كنا بحاجة إلى هذا الانتصار لنخرج من الأجواء المشحونة في منافساتنا وقضايانا التي تحاصرنا كل يوم، بل إن الأخضر كان بمثابة طوق نجاة ومصدر فرح للجماهير الرياضية بوصوله للنقطة الثالثة عشرة في صدارة المجموعة.
ـ بالأمس كان ملعب راجامانجالا مسرحاً لتفوق جديد صنعه تيسير ورفاقه، وبقيادة فنية ذكية للمدرب مارفيك الذي يثبت في كل خطوة قدرته على التصدي للتيار النقدي لبعض رؤاه الفنية وسياسته التدريبية ومتابعته لنجوم الكرة السعودية، قد يقول قائل إن النتائج وبعض العوامل أسعفته في تحقيق الانتصارات، والتربع على صدارة المجموعة إلا أن الحق يقال، فالرجل يملك من الاحترافية الشيء الكثير، ومسيرته مع الأخضر تشير إلى أنه قادر على بلوغ هدفه وتحقيق مجد جديد للكرة السعودية ولاسمه هو شخصياً.
ـ كتيبة مارفيك لم تكن تعتمد على النجم الواحد، بل صناعة منتخب بروح الفريق الواحد، بدليل أن العطاء بالأمس لم يتأثر بغياب أسامة هوساوي أو حسن معاذ أو فهد المولد أو أي عنصر آخر، فالمسيليم ومعتز وعمر والسهلاوي والعابد والمؤشر والفرج وتيسير ومنصور وآل فتيل، وجميع العناصر التي مثلت الأخضر أثبتت قدرتها على القيام بأدوارها على أكمل وجه، فكسبنا بثلاثية كانت قابلة للزيادة لو تم استثمار فرص الشوط الأول، وهذا الفوز الثمين يعطينا مؤشراً على أن المباريات المتبقية متى ما احترمنا الخصم فيها كما فعلنا أمام تايلاند سنصل للهدف المطلوب وهو التأهل، ولعل مواجهة المنتخب العراقي في ملعب الجوهرة وهو الذي نجح بالتعادل مع الكنغر الأسترالي يمكن أن تكون الجبل الذي نرتقيه لنرى منه أضواء موسكو متى ما ظفرنا بنقاط أسود الرافدين من أجل الاقتراب من الحلم الذي غبنا عن رؤيته منذ عام 2006.
ـ للأخضر جينا.. من كل مدينة، أهزوجة الفرح التي نقل الأهلاويون جمالها إلى مدرج المنتخب وترددت على ألسنة عتاولة التشجيع الموركي والبرقاوي والتركستاني والقرني وغيرهم من المشجعين الذين تواجدوا لمؤازرة الأخضر، فغرست الروح والحماس والإصرار في نفوس اللاعبين لنشاهد كيف لعبوا بثقة ووصلوا باقتدار للشباك، وهذا الدور المعنوي يقود للحديث أكثر عن أهمية الدور الجماهيري لروابط الأهلي والاتحاد والوحدة في مناصرة المنتخب في ملعب الجوهرة أمام العراق والحضور بفاعلية اعتدنا عليها من هذه الجماهير فهذه المباراة تحديداً مفترق طرق نحو بلوغ الطموح.
ـ نريد مثل هذه الانتصارات ليس فقط للحصول على النقاط والتأهل، بل لأنها ربما تساعد على معالجة قضايا الكرة السعودية ومشاكلها المتعاقبة، فالانتصار يأتي كالماء البارد الذي يروي العطش ويطفئ نار الغضب مما يحدث للاتحاد وما يحدث لغيره من الأندية المديونة والمهددة بقرارات حاسمة وقاصمة من "فيفا"، كما أن الساحة مازالت في بعض أركانها تغلي من تأخر حسم القضايا والتعامل مع نجوم كبار مثل العويس الذي يحتاجه المنتخب، ويحتاج كل عنصر صاحب ثقل في مراكز الأخضر.
ـ إذا كنتم تريدون مصلحة منتخب الوطن فاحسموا ملفات الأندية وقضاياها وسددوا كل الثغرات وعالجوا موازين العدل بين الأندية.. ولا تنسوا أن الأخضر وحد كل الأولوان.
ـ خاتمة: معك يا الأخضر.