2017-02-10 | 03:26 مقالات

قاروب والقانون المقلوب..!

مشاركة الخبر      

اختصر المسؤول الرياضي الأول ورئيس هيئة الرياضة مسافات الجدل، وأوقف الماء في حلوق المتعصبين والمزايدين، عندما ذكر أن العويس ذهب للأهلي بإرادته وليس مختطفًا، كما يروج لذلك بعض الإعلام المسير، وقد جاء هذا الرأي في وقته وربما لا يحتاج إليه الأهلي، الذي اعتاد أن تكون صفقاته وانتقالاته الاحترافية دائمًا في وضح النار، ومن يحتاج إلى هذا القول هم من يريدون زراعة الشوك في طريق الممارسة الاحترافية الصحيحة، أو من يوهمون الشارع الرياضي بأن هناك مشكلة، وهي غير موجودة في الأساس إلا في عقولهم الخاوية..!.

 

ـ حديث المسؤول يعطيني ويعطي الشارع الرياضي انطباعًا بعدم رضاه عن المخالفات التي وقع فيها نادي الشباب قانونيًّا وماليًّا وإداريًّا، واستخدام أوراق النادي وختمه الرسمي، والمخالفة الأكبر في تكوين لجنة داخل نادي الشباب لمساءلته عن انتقاله للأهلي في سابقة لم تحدث في أي نادٍ، فهل سمعتم أن الأهلي أو الهلال أو النصر أو الاتحاد كون لجنة لتسأل لاعبًا وقع عقدًا احترافيًّا بإرادته عن سر توجهه لهذا النادي أو ذاك، فقد سبق وأن انتقل نجوم كبار من الاتحاد للأهلي ومن الأهلي للاتحاد، ولم تشكل مثل هذه اللجان التي تدل على أن العمل الإداري في الأندية مازال بدائيًّا، وعلى ماذا يدل هذا العبث الذي يخالف الاحتراف الحقيقي، ثم ما القانون الذي اعتمد عليه قاروب في منع اللاعب من النادي الذي يعد ناديه السابق الشباب خصمًا له نظير تأخر مستحقاته المادية والضرر المعنوي والمادي الذي طاله، ويجيز له فسخ العقد من طرف واحد..؟!.

 

ـ تلك الاختراعات القانونية التي لم تكسب قضية واحدة في سجل القضايا التي تم خوض غمارها في السابق، هي امتداد لفوضى اجتاحت قراراتنا وتشريعاتنا الرياضية في وقت كنا نطمح فيه أن تساهم الأندية في فهم طبيعة الاحتراف، دون مزايدات أو تفرقة بين انتقال هذا اللاعب حسب محبة النادي أو حسب الميول، ويبدو لي كما يبدو للمتابعين للمشهد أن المسؤولين في نادي الشباب على خلاف موقفهم من انتقال العويس للأهلي احتفوا بانتقال وليد عبدالله للنصر أكثر من النصراويين أنفسهم..!.

 

ـ من حق الأهلي أن يصعد قضيته في كل اتجاه ضد نادي الشباب وإدارته التي ارتكبت مخالفات واضحة وصريحة في تعاملها مع ملف انتقال العويس، ومن حق العويس نفسه محاكمة إدارة الشباب جراء تأخر مستحقاته المادية وبيانات الإدارة ضده وتشويه سمعته، بل إن الشبابيين أنفسهم اليوم يريدون محاكمة الإدارة على انفراط سبحة النجوم في وقت كان بإمكانها الاستفادة المادية من مبالغ انتقالاتهم، وتحويل النادي من نادٍ مأزوم ماديًّا إلى النادي الأكثر ثراءً..!.

 

ـ لي رأي في إعلان هيئة الرياضة عدم علاقتها بالقضية رغم استخدام أوراق رسمية وختم رسمي ووجود مخالفات إدارية وقانونية، والشباب في هذه الصورة أشبه بالاتحاد الذي وصل إلى مرحلة استدعى معها تدخل هيئة الرياضة ومساندته ماديًّا وإداريًّا؛ فلماذا لا تفعل الهيئة ذلك مع الشباب باجتثاث الفوضى والعمل الارتجالي لإدارته ومساءلتها على الأخطاء، طالما أن هناك شكاوى ضدها، مع العلم أن الأمير عبدالله بن مساعد أكد أن الهيئة ستتعامل مع الشكاوى ضد الإدارات التي تحوم حولها الشبهات..!.

 

ـ المسؤول كما صرح يبحث عن منافسة رياضية عالية القيمة ومتعددة الأقطاب ودوري قوي، وهذا الأمر يحتاج إلى بيئة مريحة وضوابط قانونية واحترافية، لا ما نشاهده من اختراعات وعناد وترصد كما يحدث اليوم، بل إن الطريف في احترافنا اليوم، كثرة الهواة واقتران الحكم في انتقال لاعب كرة قدم إلى مادة ليست موجودة في قاموس الاحتراف وهي الحلف والوعود والالتزام الأدبي..!.

 

ـ في نظري أن كل الأمور أصبحت واضحة لدى مركز التحكيم الرياضي، وقبل ذلك للشارع الرياضي والعقلاء في هذا الوسط، وعليه يجب أن نعالج هذه المخالفات الإدارية وفق منظور مستقبلي يحمي الأندية من تهور إداراتها وعملها المرتجل؛ فما يحدث اليوم لا يضر بنادي الشباب فقط، بل يضر بالكرة السعودية وسمعتها..!