2016-08-26 | 03:59 مقالات

عذبوه قبل أن يستجوبوه..

مشاركة الخبر      

قبل أن تطالبوا عبداللطيف بخاري بإثبات فحوى تغريدته التي شغلت الرأي العام منذ أيام اسألوا أنفسكم ألا يوجد فساد رياضي أساء لكرتنا ومنافساتنا تمثل في شواهد عدة منها التحكيم وحادثة المجزل والاستثناءات والتسهيلات والتدخلات وتغيير بعض الأنظمة في الاحتراف وفضائح الانضباط والمجابهات التي حدثت بين أعضاء اتحاد القدم؟ وهل نسينا مذكرة الفيفا والإساءة لأحد أندية الوطن؟ وهل نقفز فوق الحقائق التي أفرزتها الحوادث المتتالية خلال أشهر على صعيد إدارة المنتخبات والمخالفات المالية وغيرها من الأحداث التي تناولها الإعلام بكثرة وجعلت رياضتنا تعيش على صفيح ساخن مما أفقد الجماهير الثقة في كيفية تسيير المسابقات الرياضية ومصداقية نزاهتها؟
ـ لماذا نلوم بخاري ونتجاهل أحاديث مسؤولين آخرين عن الشبهات والتدخلات والاتهامات التي طالت كبار الرياضيين والمسؤولين دون ردع.. ثم نأتي لنفرد عضلاتنا على رأي عائم لم يتضمن اتهاما لأحد بقدر ما يكشف للساحة الرياضية وجود مخالفات تسيء لوجه المنافسة ، ومن حقه كمسؤول أو كمواطن الحديث عنها وتنوير الشارع الرياضي بها قبل وقوع الفأس في الرأس وقبل اتساع فجوة الثقة بين الأندية واتحاد الكرة من جهة والجماهير الرياضية والمسابقات من جهة أخرى..
ـ اتحاد القدم نفسه تنكر لأحد أعضائه وكأنه اغتنم فرصة وقوعه فريسة للإعلام ليسيء إليه ببيان (الأسف) وتسريب خطاب الاستدعاء الانضباطي من أجل إرضاء الهلال بينما الرجل كان يحاول في كل وسائل الإعلام التي ظهر فيها توضيح مغزى تغريدته وأنه لم يقصد الإساءة بقدر ما يقصد تصحيح وضع ما داخل اتحاد القدم وإدارته للدوري وبقية المسابقات، وإذا كان الهلاليون قد تضرروا من هذه الضجة التي أحدثها عبداللطيف بخاري فإن اتحاد القدم يجب أن يأخذ الوجه الآخر لها بالعمل على تصحيح أخطائه وإرساء ميزان العدل في المنافسات وحفظ حقوق كل الأندية حتى يكون هناك في نهاية المطاف قناعة لدى كل المتنافسين بجدارة من يكسب الدوري أو الكأس..
ـ اليوم أصبح خيار الحكم الأجنبي في معظم مباريات الدوري هو الخيار الأمثل لتجنب التشويش والتشويه فكل الأندية بما فيها الهلال مؤخرًا أجمعت على ضرورة تواجده وتتحمل النفقات المالية لإحضاره ، وعلى اتحاد القدم الاستجابة الفورية لرغبات الأندية بل أنه يجب أن يستثمر هذه الفرصة لدرء الاتهامات أو على الأقل تخفيف حدة النقد لمستوى التحكيم وإعادة الاتزان لمباريات الدوري بعد الفوضى التي شهدتها أول جولتين من الدوري فهو لن يخسر شيئًا ، وإذا كان يبحث عن فرصة للحكام المحليين فهناك دوري الدرجة الأولى وبعض مباريات دوري جميل غير الحساسة فهي الملاذ الآمن لصقل إمكانات الحكام وإبعادهم عن الضغوط والخوف من الطرح الإعلامي أو تصريحات مسؤولي الأندية..
ـ الأهلي والهلال والنصر والاتحاد وغيرها كلها أندية وطن واحد ومن غير المعقول أن يكون هناك تمييز أو محاباة بأي صورة من الصور تثير الإعلام والجماهير وتغرس التوتر وتذكي نار التعصب.. فالوسط الرياضي أصبح محتقنا ولم يعد يتقبل المزيد من التخبطات على مستوى القرارات والعمل الإداري والآداء التحكيمي ويريد الوضوح والشفافية لا القرارات الغامضة والاستثناءات التي قد تخرج منافساتنا عن السيطرة وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه في أروقة الأندية ومدرجاتها..
ـ منتخبنا اليوم في أمس الحاجة للدعم ومثل هذه الحوادث ربما تؤثر على مستوى الحضور الفني وحتى الجماهيري ولسنا ببعيدين عما حدث في دورة الخليج في الرياض من قطيعة جماهيرية..
ـ رياضتنا في مجملها بحاجة للتصحيح والتغيير على مستوى قيادات الاتحادات والأعضاء والاستفادة من الكفاءات والكوادر التي ترغب في خدمة رياضة الوطن وهي جديرة بحمل لواء المسؤولية متى ما أعطيت الفرصة خاصةً بعد فضيحة ريودي جانيرو 2016 حيث يجب أن تكون هناك صياغة جديدة لمفهوم صناعة البطل والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال.. ولعل انتخابات الاتحادات الرياضية خطوة أولى في مسار التصحيح في كافة الألعاب..
ـ لا تقسوا على عبداللطيف بخاري فهو قد استخدم حاسة واحدة وهي الشم استقراء للمستقبل واستخدموا أنتم كل حواسكم في قراءة ما بين سطور القرارات وسير المسابقات لعلنا نسهم في تصحيح ممارسات خاطئة.. فالنقد البناء وإن كان قاسياً يزيل الغشاوة عن عيون المسؤول ويشعر كل مقصر بأن هناك من يراقبه فيبتعد عن مواقع الزلل..
ـ يقول أحمد مطر : حبسوه قبل أن يتهموه.. عذبوه قبل أن يستجوبوه.. ولما عجزوا أن ينطقوه شنقوه.. بعد شهر برأوه.. أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلا بل أخوه..