هيئة مال الأهلي..؟
في الأندية الكبيرة منها والصغيرة الفكر لابد أن يسبق العمل ، وفي أغلب الأحيان تكون البطولات ثمرة عمل منظم في جوانب التهيئة والبيئة الإدارية السليمة والمناخ الاستثماري المنظم ، أو على الأقل في الوقت الحاضر وفي ظل ما تعيشه الأندية من فوضى مالية وإدارية يمكن أن يظهر النادي الأقل مديونيات والتزامات مادية هو الأفضل إنتاجًا وتنظيمًا وقدرةً على مواجهة متاعب المسؤوليات وإدارة الأزمات، وما فعله النادي الأهلي باستشعاره للأزمة المادية التي قد تحيط به كما أحاطت بأندية كبيرة أخرى بإنشاء الهيئة المالية لتنظيم الأمور المالية في فريق كرة القدم يعطي دلالة على بعد نظر مسيري هذا النادي ليس حرصًا على أولوية بقدر ما هو استقراء للمستقبل ورغبةً في أن تكون موارد الأهلي الضخمة التي تجاوزت المائتين وأربعين مليونًا الموسم المنصرم متى حضرت بنفس الرقم أو أكثر في الموسم المقبل أن تحظى بأوجه صرف سليمة ومنظمة تضمن للنادي فائضًا ماليًا وتقدمه كنادٍ نموذجي في القضاء على الرواتب المتأخرة والمستحقات المالية والوفاء بالعقود في حينها ، هذا إذا علمنا أن النادي الأهلي وقبل إنشاء الهيئة المالية قدم نفسه أيضًا كأفضل الأندية استقرارًا ودعمًا شرفيًا واستثمارات ذات مردود مادي عال فكيف به بعد إنشاء الهيئة ..
ـ استوقفتني دلالات جميلة في حديث الأمير فيصل بن خالد رئيس الهيئة المالية للمركز الإعلامي وقناة الملكي تمثلت في كونه رئيسا توافقيا يحظى بإجماع الداعمين والإدارة ورغبته في أن تؤسس الهيئة لميزانية مالية منظمة تستوفي التزامات الفريق الكروي دون أعباء أو ديون وفق آلية قانونية ومحاسبية متقدمة بحيث تبدأ بتسديد أي التزامات من قبل الداعم الرئيسي وبقية أعضاء الشرف الداعمين من أجل أن تكون البداية عملية وفعالة في حصر الاستحقاقات والوفاء بها في وقتها وهذا ما سيجعل النادي في نهاية كل موسم خال من الالتزامات في مقابل الإيرادات الثابتة من الرعايات والدخل الجماهيري والمتجر وبقية العوائد مع دعم أعضاء الشرف ، وهذه الفكرة الرائدة في اعتقادي ستصل لمرفأ النجاح متى وجدت التنفيذ الملائم والوقفة الجماهيرية الصادقة مع النادي في هذا الوقت الذي يحتاج فيه لنبذ أي صورة للانقسام خاصةً وأن هذه الفكرة ستكون نقلة حضارية كبيرة للنادي وتميزه عن أقرانه من الأندية الأخرى بغض النظر عن تعاقداتها أو ظهورها الصيفي قبل انطلاقة الموسم ..
ـ الانقسام الذي ظهر في الفترة الماضية ربما أنه بني على سوء فهم لعمل الهيئة لكنه في كل الأحوال دخيل على الأهلي الذي لم يعتد مثل هذه الأمور ، فمن يريد خدمة الأهلي لا يبحث عن ( الشو ) والظهور الإعلامي أو الظهور كبطل أمام الجماهير فهذه اللغة قد تكون في مكان آخر غير هذا النادي الذي اعتاد على العمل الجماعي ، لذا كان الاستغراب والاستياء بحجم موجة الخروج عن النص التي ظهرت في الأيام الماضية وتم استهداف الهيئة كفكرة في الوقت الذي أدى ظهور رئيسها في الحديث المتلفز إلى تغيير قناعات كثيرة كانت قد انجرفت مع التيار دون حسيب أو رقيب ودون أن تتمعن في أهداف الهيئة وقدرتها على لملمة الأهلي ماليا لتضفي عليه الاستقرار المادي ليكون في منأى عن الأزمات ولتصبح بيئته الأصلح للعمل والإنتاج والاستقطاب للنجوم في ظل الشفافية والوضوح والوفاء بالوعود والعقود وهي سمات الهيئة التي قد تكون مستقبلاً مرآة العمل المادي في النادي الأهلي دون المساس بحرية القرار الإداري ..
ـ الأمير فيصل بن خالد هو محور العمل التنظيمي المقبل في النادي الأهلي والذي ستتركز عليه الأنظار وتبنى عليه حيثيات ومستقبل القرار .