(ما فيه رجال في الملعب)
لا أدري لماذا ارتبط رحيل النجم محمد نور عن ملاعب الكرة بتصريح طريف له في ذاكرتي بعد ثلاثية الأهلي الموسم المنصرم عندما أكد أنه لا يوجد رجال في الملعب ويقصد بذلك حال فريقه وعثراته المتوالية أمام المنافس التقليدي ويرسم حالة من (المعاناة) لقائد يحترق على ناديه ويشعر بأن وجوده في هذه المرحلة كلاعب مع هذا الجيل قد يخرجه من دائرة الاهتمام ويجبر الجماهير على أن تودعه بطريقتها لا أن يودعها هو بطريقته في استدرار ذاكرتها وعاطفتها نحوه ، ومن الطبيعي أن نجما وقائدا بهذا الحجم لا يتمنى أن يكون ناديه في هذا الوضع السيىء أمام منافسه طوال سنوات علاوةً على ابتعاد الاتحاد عن البطولات وتداعيات قرار لجنة المنشطات ، وأجزم بأن هذه المسببات كانت العنوان الرئيسي لإعلانه قرار الاعتزال للحفاظ على ما تبقى له في ذاكرة الجماهير من حب يوازي ما حصده خلال مسيرته من بطولات وأرقام ، وهو قرار ذكي وإن تأخر ، والأهم هنا للاعب مثل نور ليس الإعلان عن توديع الكرة والاعتزال بقدر تنفيذ الخطوة وإقامة مباراة الاعتزال في وقتها فكل تأخير لهذه الخطوة ولو كان يومًا واحدًا سيضعف فرص إقامتها وألا تكون ضمن الوعود التي لم تجد طريقها للظهور في عهد الإدارة السابقة ولا ندري إن كانت سترى النور مع الإدارة المكلفة الجديدة بقيادة أحمد مسعود..!
ـ لا يستحق نور أن يكون مغيبا عن مشهد التكريم في ناديه بل هو من يتصدره بحكم قيمته وقامته ، كما لا يستحق أن نعامله كلاعب سقط في وحل المنشطات لأن التاريخ حينها سيحارب معه، فهو لاعب كبير مثله مثل النجوم الكبار الذين ودعوا الكرة ووجدوا كل الحفاوة من الجماهير أمثال ماجد والثنيان ودابو وحسام وعبدالجواد والتمياط وغيرهم ، فهؤلاء النجوم كانوا محظوظين برجالات وأعضاء شرف أقاموا لهم مهرجانات اعتزال وجلبوا أقوى المنتخبات والفرق العالمية وعاشت الجماهير أجمل لحظاتها في هذه المهرجانات فهل يتكرر هذا المشهد مع نور ويقام حفل التكريم في موعده أم يتأخر أم يتأجل.. الله أعلم..
ـ وبمناسبة الحديث عن مهرجانات الاعتزال أو التكريم فهي في الوقت الحاضر وفي زمن الاحتراف هناك من يتجه لعدم إقامتها لكون اللاعب المكرم نال حظه من الاحتراف ماديًا ومعنويًا ويختصر التكريم هنا على تسمية منشأة باسمه أو عيادة طبية هذا إذا كان لاعبًا تاريخيًا ولكون أيضًا هذا التقليد لا ينتشر بكثرة سوى لدينا في الخليج ولا يفعله أغلب اللاعبين العالميين أصحاب التاريخ والمكانة ، ربما ينظر إليه كناحية استثمارية في عقلية شخصية تجارية أو شرفية في النادي تستغل نجومية لاعب النادي وتستثمر اسمه في إقامة مهرجان اعتزال واستقطاب الشركات والإعلانات والنقل التلفزيوني والمداخيل المالية والعوائد الجماهيرية وهذا الأمر إن تحقق مع نجوم كبار فلن يتحقق مع من هم أقل نجومية، لذا فالإطار العام للتكريم في الوقت الحاضر لا يرتبط بالانطباع الشخصي تجاه النجم بقدر ما هو رغبة في تبادل منفعة..
ـ في مثل هذه المناسبات كنت أتمنى ألا يتم الإعلان عن تكريم لاعب أو إعلان اعتزاله ما لم يتم الانتهاء من خطوات الحفل والاتفاق مع الفريق الضيف بشكل نهائي والشركات الراعية ومن ثم الإعلان في المؤتمر الصحفي، كما أن تحديد فترة طويلة لإقامة المهرجان تمتد إلى أشهر قد يعرض الإعلان عن هذه الخطوة إلى اهتزاز مصداقيتها، وأتذكر أن الأهلي أحدث زلزالاً في مهرجانات التكريم في اليوبيل الذهبي بإحضار النجم العالمي مارادونا ووصوله إلى جدة في وقت لم يستوعب الإعلام بعد في تلك الفترة الإعلان عن مجيء لاعب بهذا الحجم إلى هنا ، وكذلك فعل الأهلي مع الفرق والمنتخبات العالمية التي أحضرها في مهرجانات تكريم وافرة لم تقتصر على نجوم كرة القدم بل حتى نجوم الألعاب المختلفة..
خاتمة
حفلات التكريم .. بالأمس رغبة في الانتشار واليوم استثمار ..!