الأهلي لا يقبل الانقسام
للعلم والفائدة ولتذكير كل من لم تسعفه الذاكرة فإن قطبي الأهلي الأمير محمد العبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ والأمير خالد بن عبدالله عملا سويًا وفي وقت واحد تحت مظلة الأهلي في مرحلة إعادة النادي لواجهة المنافسة قبل ثلاث وعشرين سنة وقبل هذا التاريخ كانت لهما اليد الطولى في إحضار كبار المدربين واللاعبين وتقديم الأهلي فارسًا لا يشق له غبار على الساحة الكروية والهيمنة على البطولات في واحدة من مراحل كرة القدم السعودية المهمة والتواصل مع مراحل ذهبية أسبق واكبت البدايات وكان فيها لإدارات الأهلي المتلاحقة دور بدعم رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ في وقت هيمنة البدايات، ولن ينسى التاريخ لخالد بن عبدالله إطلاق اسم عبدالله الفيصل على مركز الفئات السنية واسم محمد العبدالله الفيصل على ملعب الأهلي كنموذج للوفاء وعنوانًا للتقدير لأهل الدعم والعطاء، وأردت بالاستشهاد بعمل القطبين محمد وخالد فيما بعد سويًا دحض كل الأقاويل التي كانت تبحث عن صورة أخرى لهز المشهد الأهلاوي الذهبي وهؤلاء المناوئون للأهلي هم أول من يعلم أن أنديتهم لا تقبل تعدد الأدوار والأقطاب مثل الأهلي لذا ينطبق عليهم المثل القائل "كل إناء بما فيه ينضح".
ـ حاضر الأهلي أيضًا يبشر بمستقبل أجمل، فلم يكن الملتقى الشرفي الإداري الإعلامي في النادي الأهلي سوى ملتقى تسوية ناجح لبعض الانقسامات التي ظهرت على السطح في الفترة التي أعقبت تحقيق الأهلي للدوري والكأس، كان المشهد غريباً على ثقافة الأهلي كما وصفه كبير الأهلاويين ورمزهم عندما ظهرت بعض الأصوات لتجير البطولة لأطراف دون أخرى وكأنها ترمي للفرقة في وقت كان يجب فيه بعد تحقيق المنجز أن تعم روح الجماعة، وتحليلي للموقف أن الأهلاويين تنازلوا عن مبدأهم متأثرين كما يبدو بما يطرح في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن حسن حظ النادي أن هذا الانقسام لم يستمر طويلاً لتعود الأمور إلى مسارها الصحيح بفضل حكمة الهرم الأهلاوي وتدخله في الوقت المناسب والحديث الصريح الذي أدلى به ليؤكد أن المنجز هو نتاج عمل أربع سنوات وليس سنة واحدة وأنه ثمرة جهد تراكمي جمع الأدوار الإدارية والشرفية والجماهيرية والإعلامية في قالب واحد.
ـ أقسى ما واجهه المدرج الأهلاوي نشر الشائعات التي تقدم على أنها حقائق مسلم بها مثل القول بأن فلان لا يريد فلاناً والشرفي لا يريد هذا الإداري وقس على ذلك من الأقاويل، في المقابل كان هناك وجهات نظر مختلفة في بعض الأحيان تأتي كطبيعة حتمية للعمل إلا أنها ما تلبث أن تتلاقى في نقطة محبة هذا النادي والعمل لمصلحته وهذا الأمر يحدث في كل الأندية العالمية الكبيرة التي تحقق البطولات من رحم الرؤى المختلفة في سبيل الوصول لرأي صحيح يجمع عليه أطراف العمل بهدف إسعاد الجماهير وحصاد الذهب.
ـ ترى ما هي التحديات التي يواجهها البطل في الموسم الجديد؟ في اعتقادي محاولة المنافسين للنهوض مجددًا وترتيب صفوفهم وتدعيم فرقهم وفي مقدمة هذه الفرق الهلال الذي يريد الدخول في سباق تحد جديد مع الأهلي ويدخل معه في هذا الخط النصر والاتحاد ثم الشباب، الأمر الآخر هو الإعلان عن عدم جاهزية ملعب الجوهرة في أول ثلاث جولات تقريبًا لتعود معاناة البحث عن ملاعب إلى الواجهة وهي التي أرهقت الأهلي في موسم سابق كان ينافس فيه على البطولة، ثالثًا الاستفادة من العناصر الصاعدة للفريق الأول في أن يكون بعضها ضمن القائمة التي تضم عناصر مميزة في كل المراكز بعد التعاقدات الجديدة والفائض من اللاعبين يتم تجديد عقودهم وإعارتهم خاصة للأندية التي تعاونت مع الأهلي في الفترة الماضية في نقل خدمات لاعبين أو مدربين مثل الوحدة والتعاون كمثال والعمل على الاستفادة المادية كجانب استثماري احترافي يثري خزينة الأهلي وهذا الأمر بحاجة إلى تسويق ناجح للاعبين للتمهيد لانتقالهم بعوائد مناسبة للأهلي، رابعًا إتمام التعاقد مع الأجنبي الرابع البديل لماركينهو ليكون الأهلي جاهزًا منذ وقت مبكر وقبل انطلاقة معسكره من أجل تحقيق الانسجام المطلوب والاستفادة الفنية من الإعداد والمباريات الودية خلافًا لما كان في السابق وهذه الرؤية في الوقت الحاضر لعلها استفادة من دروس حدثت في الماضي وما أجمل أن تتعلم منها الإدارات من أجل التصحيح وتحقيق النجاحات.