رؤية الأهلي 2016
قد ندرج رؤية الأهلي للمنافسة الرياضية ونزاهة المباريات 2016 ضمن التحولات الرياضية المطلوبة في مسابقاتنا متزامنةً مع رؤية وطنية شاملة وطموحة تستهدف نهضة الوطن في جميع المجالات ومنها المجال الرياضي الذي يعد أحد المجالات المستهدفة في التحول الوطني، ونشير إلى ذلك مجازاً لأن الخطوات التي قام بها الأهلي في هذا المضمار كانت كافية لرضا الجماهير الرياضية والوسط الرياضي عن أهلية المنافسة ونزاهتها بدليل الإجماع من جميع الشرائح ومختلف الألوان والميول على أحقية الأهلي ببطولة الدوري التي حققها هذا الموسم قبل ختامه بجولتين، فمنذ سنوات كان الأهلي جديراً بدوري بلا شبهات إلا أن ثمة عثرات تعترض طريقه إما بتقصير داخلي أو بفعل فاعل كأخطاء تحكيمية وغيرها كما قال رمزه الأمير خالد بن عبدالله، وفي هذا الموسم كان الإصرار كبيراً على تجاوز عثرات الماضي وتجسيد التفوق عملاً ميدانيًا مقرونًا ببيئة تنافسية نزيهة محفزة للإبداع الكروي الذي أجاده الأهلي في كثير من محطات سباق الدوري المحموم حتى تفوقه الحاسم في المنعطف الأخير على الهلال في الجوهرة وفي أحضان جماهير الأهلي الهادرة التي زفت فريقها إلى المحافظة على القمة والحسم قبل الموعد وفرحت كثيراً بهذه العودة المظفرة لفريقها من أصعب الطرق.
ـ أول عوامل النصر الأهلاوي هو حكمة الأمير خالد وبعد نظره وصبره فهو لا يفكر كالآخرين ويستمد رؤيته من خبرات السنين، وعندما كان الأهلي بحاجة إلى الدعم المادي وإنجاز الصفقات وإتمام عقود اللاعبين لم يكن يتصدى لها سواه وعندما كان النادي يريد الافتكاك من الأزمات الخانقة كان يتجه إليه للخروج منها لتعزيز الاستقرار، لذا فقد كان من الحكمة في إدارة الخلوق مساعد الزويهري عند تحقيق المنجز وبعد لقاء الهلال مباشرةً الاتجاه لبيت الرمز وفاء له وعرفاناً بجهوده وتقديراً لدعمه للنادي منذ سنوات طويلة مع الاعتداد بالعمل الإداري الذي قدمه مساعد الزويهري وعبدالله بترجي وإدارتهما لدفة النادي بنجاح، العامل الثاني أو نقطة التحول في مسيرة الأهلي كانت عودة طارق كيال وهو الرجل الخبير العارف ببواطن الأمور في النادي والرجل القيادي صاحب الشخصية الحازمة فقد استطاع بخبرته صهر كل الإمكانات واستثمار الأدوات والتعاون مع الجهاز الفني في إيجاد الحلول لكل الثغرات، أما العامل الثالث الإيجابي فهو الالتفاف الشرفي ومساندة الرئيس السابق الأمير فهد بن خالد إلى جانب الأمير تركي بن محمد العبدالله والأمير فيصل بن خالد والأمير بدر بن عبدالله وغيرهم من أعضاء الشرف فيما كان جمهور الملكي الكبير عامل الحسم المعنوي في كثير من النزالات وله الفضل فيما وصل إليه الفريق من تميز وبطولات كما فعل ذلك قبل سنوات.
ـ الأهلي اليوم يملك عناصر على مستوى عالٍ من الإمكانات والمهارة ودكة بدلاء ناجحة في جميع الخطوط رجحت كفته على أقرانه الكبار وحتى يستمر في طريق بطولات الدوري وآسيا وغيرها من البطولات مستقبلاً عليه أن يعمل منذ الآن على التفكير في التدعيم العناصري الذي يرتكز على الحاجة واستقطاب اللاعب الذي يصنع الفارق، فالطموحات الكبيرة لا يحققها إلا اللاعبون الكبار.
ـ جروس قدم عملاً جيداً في المجمل وكانت له بصماته وحسناته كما له سلبياته، وهو الآن مدرب فريق بطل بحاجة للاستقرار والاستمرار في طريق الانتصار في جميع المحطات والمسابقات لذا من المهم استمراره والتجديد له حتى لا يقع الأهلي في الدوامة الفنية مع فكر جديد.
ـ الانتقادات التي طالت إدارة مساعد الزويهري هذا الموسم استفادت منها الإدارة كثيراً في توجيه بوصلة العمل نحو الطريق الصحيح في كثير من مجالات العمل في النادي واستطاعت الإدارة رغم قلة خبرتها التماسك أمام الإعلام والبعد عن كل ما يخلق التوتر داخل الفريق أو داخل النادي بصفة عامة.
ـ اليوم يبدأ الأهلي صفحة جديدة مع ذات المنافس الهلال في مسابقة مهمة وهي كأس الملك تسعى إليها الأندية الجماهيرية الأربعة الكبيرة، فالأهلي يسعى لإضافة لقب جديد هذا الموسم وكذلك الهلال بينما يسعى النصر والاتحاد لمصالحة جماهيرهما بهذا اللقب.
ـ ليس مهماً أن يكون للأهلي أربع أو عشر بطولات دوري فالتصنيفات عند المؤرخين تستند إلى براهين منطقية، الأهم أن الأهلي يظل في ذاكرة الكرة السعودية النادي الوقور صاحب المنجزات الكبيرة حاضراً وماضياً ويظل محسوداً على جماهيره الكثيفة في كل مكان من عالمنا العربي.. مبروك للملكي والقادم أجمل.