بدأ الغليان .. اربطوا حزام الأمان
** المنافسة تعني السباق المشروع نحو التفوق دون الإضرار بالآخرين ، فمن يريد الوصول إلى القمة عليه أن يتسلح بإمكانياته وأن يشرع في تخطي عقاب الطريق دون الاستعانة بصديق أو ينتظر مساعدة من الآخرين لتحقيق طموحه إن كان جديرًا ، إلا أن هذا المفهوم يغيب في منافساتنا المحلية فنجد أن من يحصد البطولات ليس هو المتفوق والأفضل إمكانيات في كثير من الأحيان بل الأكثر استفادة من أخطاء التحكيم أو من عشوائية قرارات اللجان التي تهيىء سبل التفوق والحصاد بفعل اجتهاداتها أو علاقاتها ، ويمكن تصوير البيئة الرياضية لدينا بغابة يأكل فيها القوي الضعيف ويتبع القطيع صاحب النفوذ والحظوة لكي يدرك على الأقل بعض المزايا والمنح ، وتختلف هذه الصورة بحسب موقع النادي في المنافسة فإن كان قريبًا جلدوه بسياط التشكيك وإن كان بعيدا أفردوا له الصفحات والمدائح والمعلقات..
** ما كان مشروعا بالأمس أصبح اليوم مرفوضا بسبب تقاطعات المصالح، فالهلال ليس على علاقة ود بالأهلي بسبب صراع الصدارة ، والاتحاد تقمص دور المظلوم وارتضى بدور المساند للإضرار بالمنافس دون أن يحدد سقف طموحه في المنافسة ، والنصر يراقب من بعيد ومن الدور التاسع في برج الدوري دون أن يكون له دور في تحديد المسار ، وهذه التقاطعات الخطرة بين الكبار تشعرك بأن الدوري في جولاته الست الأخيرة وصل مرحلة الغليان وليس هناك متسع لمزيد من الأخطاء..
** ترى ما الذي يحرج المنافسين عندما يطلب الأهلي حكاما أجانب لمواجهاته؟ ولماذا ظهر على السطح من يتحسس وينافح عن الحكم المحلي بل ويعد هذه الرغبة تعديا على مساحة الثقة في الحكم المحلي الذي تأثر بموجة الإعلام الموجه ليكسر كل محاولات تطويره ..؟ فيقيني أن توجه الأهلي ليس تشكيكا بقدر ما هو محاولة لإضفاء عنصر النزاهة والمنافسة الشريفة على مباريات الدوري بغض النظر عن البطل وهويته وهو مشروع رياضي وطني يبعد حكامنا المحليين عن الضغوط ويمنحهم فرصة تقويم الأداء والاستفادة من الحكام الأجانب وأسلوب إدارتهم للمواجهات الحساسة في المنعطف الأخير من المنافسة ، بل أن من المفترض أن تعد هذه لخطوة إحدى مشروعات التطوير وبناء الثقة في حكام المستقبل الذين لن تستقيم منافساتنا ومسابقاتنا الكروية إلا بمعالجة عثراتهم المتواصلة وقبل ذلك التهيئة المعنوية التي لا يمكن ضبطها مع موجة الإعلام الموجه ومستوى التأثير في القرار بعد أن اختلطت الرغبات والتوجهات وأصبح من استفاد بالأمس من تلك العثرات يريد أن يبتعد عن الشبهات دون تطبيق عملي في ساحة المنافسات..
** ليس شرطا أن يفوز الأهلي بالدوري على خلفية تلك المطالبات فمسار البطولة المشروع يظل وحيدًا بين مسارات مشبوهة ، فكل ما يطلبه العقلاء هو أن تحاط مواجهاتنا بحزام الأمان التحكيمي وأن تتخلى اللجان عن عشوائية قراراتها لتحظى بالثقة وتنشر الهدوء والاطمئنان بين المتنافسين الذين دفعوا أموالا طائلة لتحقيق طموحاتهم المشروعة ، ويجب ألا نفرق في ذلك فيفوز من يفوز ويخسر من يخسر بعيدا عن اللغة التي ألفناها في ذهاب البطولات للمستفيد الأكبر من الأخطاء..
** عاد الدوري إلى الواجهة بعد انتهاء المنتخب من مرحلة ناجحة ، وعاد الحديث عن لقاء الديربي العاصف غدا وانعكاس نتائجه المحتملة على سلم الترتيب فإما أن يواصل الأهلي صدارته أو يبعثر الاتحاد الأوراق في موقعة هي الأكثر تأثيرا دون الاكتراث بحسابات القوة والضعف أو مستوى الجاهزية والحضور والغيابات..
** إعتراف لجنة الاحتراف بالتقصير في إرسال لائحة العقوبات والمخالفات للأندية هو إعتراف متأخر يأتي في سياق الأخطاء السائدة في الفترة الماضية وبعد أن تمادى المقصرون في تمثيل منتخب الوطن وغاب الشعور بالمسؤولية عند بعض اللاعبين لعدم وجود نصوص انضباطية صريحة أو عدم تعميمها للاعبين والأندية..