2016-02-26 | 01:23 مقالات

(أحبك لو تكون حاضر)

مشاركة الخبر      

هل صحح الأهلي عثرته المحلية في نهائي كأس ولي العهد بانتصاره على ناساف في مطلع مشوار الآسيوية، أم ما زال للعمل بقية؟.. سؤال لا تتعدى إجابته مراجعة حال الأهلي منذ عودته من معسكره في الإمارات مروراً بنتائجه في الدوري ونهائي الكأس ونهاية بمحطة ناساف الأوزبكي، وهويته التي ما زالت مفقودة بفضل تراجع مستوى عدد من ركائزه الأساسية وحتى جروس نفسه تشعر في بعض الأحيان أنه ما زال يكتشف اللاعبين أو يتعرف على إمكاناتهم، وفي اعتقادي أن الأهلي حتى وهو يغرد وحيداً كسفير للوطن في الجولة الآسيوية الأولى بتحقيق مكسب لرياضة الوطن وسط تعادلات بقية الممثلين يحتاج إلى تضافر مجموعة من العوامل كي يستمر في مسيرته بنجاح حتى خط النهاية هذا الموسم وحتى يحصد خلاصة العمل الذي يجب أن يتسم بالتعاون بين عناصر التركيبة الأهلاوية ونسيان (الأنا) وتغليب مصلحة الأهلي.
أول هذه العوامل الالتفاف الشرفي والحضور اليومي للشرفيين في تدريبات الفريق والتواجد مع الفريق في مبارياته داخل جدة وخارجها لما في هذه الخطوة من تحفيز ودافعية معنوية للاعبين عندما يشعرون بأن وراءهم أعضاء شرف فاعلين بأدوارهم وجماهير هادرة وإدارة حاضرة فهم يحرصون على بذل قصارى جهدهم وإسعاد أنصارهم، وقد استنتجت أن الجمهور بدأ يستبدل لغة المطالبة بالدعم المالي إلى المطالبة بالحضور المعنوي، ويرهن حبه للشرفيين بمقدار تواجده إلى جانب اللاعبين على طريقة (أحبك لو تكون حاضر).. ولاحظت أن عدداً من أعضاء الشرف والرؤساء السابقين استجابوا لدعوة الأمير خالد بن عبدالله بالتواجد الدائم في النادي وفي الملعب فهذا الأمير فهد بن خالد يعلن تواجده الدائم دون مناصب والأمير نواف بن عبدالعزيز بن تركي الرئيس الذهبي السابق يحضر للملعب ويساند ناديه وكذلك يفعل الأمراء تركي وفيصل وخالد وبدر.. فلو تضافرت كل الجهود فيمكن رفع نسبة التفاؤل بنهاية جميلة للأهلي هذا الموسم.
ثاني هذه العوامل ألا تشعر الإدارة بأن هناك من قد يحجب جهدها أو ما تقدمه من عمل أو قد يستأثر بحصاد الموسم، فروح الفريق الواحد وتقديم التنازلات من أهم عوامل وحدة الرأي والهدف، وعندما تمت دعوة طارق كيال كان يجب أن تكون الأمور واضحة دون تعويم، وقد صحح رئيس النادي فيما بعد الموقف بإعلان لجنة فنية تبدأ عملها لمناقشة جروس في كل خطواته الفنية المقبلة.
ثالثها ولكون أهم مباريات الأهلي المقبلة في الدوري على أرضه فيجب أن تكون هناك آلية واضحة لاستقطاب الحضور الجماهيري الكبير سواء بتخفيض قيمة التذاكر أو شرائها من قبل أعضاء الشرف كجزء من دعمهم لناديهم واستثمار هذا التواجد في تحفيز اللاعبين.
رابعها أن ينمي اللاعبون روح المسؤولية فيما بينهم أو عن طريق قائد الفريق بالاجتماع الدائم كعناصر ومناقشة أي سلبيات تظهر في المباريات لتلافيها.
خامسها أن يشعر جروس نفسه أن هناك من يتابع خطواته ومنهجه الفني والتكتيكي ويناقش قراراته قبل وبعد المباريات لأنه ربما يخرج له من بين الآراء رأي فني يرفع قيمة الفريق وحضوره في الملعب وهذا أمر متوقع ومنتظر في ظل وجود خبرات شرفية لها باع طويل مع المدربين وإستراتيجياتهم.
نهاية رغم الفوز على ناساف وانتهاج التدوير بين اللاعبين ومنحهم الفرصة إلا أن الفريق بحاجة ماسة إلى رتق فجوة العمق الدفاعي وتفعيل خط الوسط وتجهيز السومة والمهاجمين بشكل أفضل، فحضور السومة الهجومي رغم حضوره التهديفي الحاسم أمام ناساف ما زال دون المطلوب.