دفاع الرد الآلي
** لم أكن أود أن يفتح بعض الزملاء الهلاليين ملف التحكيم لاعتبارات تاريخية ولكون الحديث في هذا الجانب لن ينفع الهلال بقدر ما يضره ، وأستغرب هنا أنهم أنفسهم من كانوا يرددون في كتاباتهم أن الفريق الواثق من إمكانياته وأدواته قادر على أن يهزم الخصم والحكم ، فما الذي اختلف الآن؟
** ربما يفتح الحديث عن التحكيم باب التساؤلات والتأويلات فيسأل منافس أو خصم : هل يملك الهلال دفاعا آليا وليس بشريا (روبوت) يتم التحكم به عن بعد ويستطيع انتشال الكرة من أقدام المهاجمين دون أن تحتسب عليه ركلة جزاء واحدة في خضم الجولات الماضية وفي عز اشتداد المنافسة؟ وهل يعيدنا سيناريو دوري (جميل) لما حدث أيضًا في دوري (زين) قبل ثلاثة مواسم عندما خاض أثنتين وعشرين مباراة دون أن يرى لاعبوه خصمًا يصوب ركلة جزاء نحو المرمى الأزرق ؟
** إن اختلاف الأحكام والرؤى النقدية باختلاف المنافسين وبموقع الفريق المفضل من الصدارة يجرد الرأي من الحكمة والمقال من الواقعية والحصافة ، بل إنه يتحول إلى رأي انطباعي مندفع يهدف إلى التأثير السلبي ، لاسيما وأن الحكم المحلي علاوة على اهتزازه قابل للتأثر بمثل هذه الآراء فترتعد فرائصه خوفا من ردة فعل غاضبة قد تحرمه فرصًا أفضل كنيل شارة دولية أو التواجد في بطولات قارية.
** الأدهى والأمر من هذا كله أن هناك من الحكام السابقين الذين تحولوا بقدرة قادر إلى محللين تحكيميين نسوا أنهم أصحاب سوابق في ارتكاب الأخطاء ، ويمكن العودة للقنوات والصحف للاستشهاد بما كان يصدر ضدهم من انتقاد واتهامات ، واليوم هم من ينتقد ويلوم الحكام الشباب بل ويتسببون في فتح جبهة أخرى لتدمير الحكم المحلي المدمر أصلاً !!
** التناقض في حد ذاته مشكلة فأحد المحللين التحكيميين وصف إحدى الحالات في مباراة الشباب والنصر بأنها إهمال وتستوجب ركلة جزاء ، وعندما أتى لحالة تيسير الجاسم في لقاء الفتح في اليوم التالي قال عنها إنها ليست ركلة جزاء على الرغم من أنها إهمال من الخصم أيضًا ، وهنا ربما نقول إن إهمال عن إهمال يفرق.
** المحلل التحكيمي عبدالله القحطاني كان واقعيا وشجاعا وهو يؤكد على صحة ركلة الجزاء وأثبت أنه محلل منصف وجريء لا يحسب حسابًا لأي تفسيرات قد تنتج عن تقييمه للحالة ، وهذا هو النموذج الذي نريده من المحللين الواقعيين الذين يؤثرون إيجابًا لا سلبًا في مسيرة التحكيم.
** لفت نظري خبر انسحاب الزمالك من منافسات الكرة المصرية بسبب الأخطاء التحكيمية قبل أن يعود بعد حملة استجداء لعودته، فماذا لو فعل الأهلي ذلك في مواسم فقد فيها عدة بطولات دوري بسبب أخطاء التحكيم الشنيعة اعترف بها القاصي والداني وأوقف بسببها حكام ولكن بعد خراب مالطا.
** في أحد البرامج كان النقاش حول ديون الأندية وأسبابها ، وذكرت حينها أن أحد أهم الأسباب هو الفكر الإداري في أنديتنا والعشوائية في اختيارات الأجانب وعقود اللاعبين المبالغ فيها والعشوائية في الصرف المالي حتى تم تكبيل الأندية بالديون ووصلت قضايانا للفيفا ، والحل هو الاستعانة بالخبير الأجنبي في الإدارة الرياضية والهيكلة الإدارية كما نطالب بذلك في اللجان المنظمة لمنافسات الكرة السعودية ، فوجود هذه الخبرات علاوة على فائدتها ستسهم في إعداد جيل من الكوادر المحلية القادرة على العمل الإداري وإدارة دفته بنجاح.