التدقيق يا لجنة التوثيق
لجنة التوثيق الرياضي.. اسمها يدل على أهميتها وحساسية عملها
الذي يرتبط بجماهير كل الأندية وإداراتها ومسؤوليها، وهي في
النهاية قادرة على وأد التعصب والنقاشات البيزنطية حول موروث
الأندية بعمل متكامل أو أنها تزيد من شرارة التعصب في حال
فقدت معيار الدقة والتمحيص وحفظ الحقوق، وما يزيد أهمية
عمل هذه اللجنة التي يرأسها تركي الخليوي أنها تعنى بحصر
منجزات كافة الألعاب وليست كرة القدم فقط لذا فهي تحتاج إلى
الاستعانة بمؤرخين ثقاة قد يتجاوزون العدد الذي استعانت به
اللجنة للإيفاء بهذه المهمة الصعبة، فتجاهل المعايير المنتظر
إعلانها لبطولة أو منجز قد يفضي باللجنة لدائرة المساءلة
والدخول في متاهات وتفسيرات هي في غنى عنها خاصة في هذا
الوقت الذي تعج فيه الساحة الرياضية بقضايا ومشكلات لا حصر
لها ..
ـ لقد طالبنا منذ سنوات طويلة بأن تضطلع الجهات المعنية في
رعاية الشباب واتحاد الكرة بدور مؤسسي منظم يحفظ للأندية
حقوقها ومكتسباتها وبطولاتها، والآن وقد رأت لجنة التوثيق
الرياضي النور وشكلت أعضاءها منطلقة في صميم مهامها من
قدرة الأندية ومؤرخيها في التجاوب مع متطلبات معاييرها في
الرصد والتوثيق والإتيان بالوثائق والدعائم التي تساعد على
حصر هذه البطولات فإن من الضرورة أولاً حصر أسماء
المؤرخين الثقاة، ومد جسور التعاون معهم والتواصل الدائم
للاستفادة من خبراتهم وما لديهم من وثائق ومؤلفات وقرائن
ومنهم الدكتور عبدالرزاق أبوداود ومحمد القدادي وأمين ساعاتي
وعبدالله المالكي وغيرهم من المؤرخين، وكل من له علاقة
بمرحلة البدايات لأنها تظل المرحلة الأهم في رحلة الرصد
والتوثيق لقصور وسائل الإعلام آنذاك عن رصد كل البطولات
والمنجزات في تلك الفترة.
ـ ثم يأتي بعد ذلك دور المعايير والتصنيف الملائم للبطولات
الرسمية والتنشيطية والودية وهنا يبرز أمر في غاية الأهمية وهي
أن بطولات جدة ومكة والمنطقة الغربية والمدينة المنورة عموما
في فترة البدايات كانت تمثل مرحلة انطلاقة الرياضة وكرة القدم
تحديدا فيما لم تنظم بطولات المناطق الأخرى إلا فيما بعد وهي
بذلك تمثل بطولات رسمية يجب تصنيفها ضمن قوائم الأندية
العريقة كالأهلي والاتحاد والوحدة قبل أن تمارس بقية الأندية
الرياضة وتتوالى في الظهور تباعاً على الساحة الرياضية..
ـ لقد أصبح تصنيف البطولات اليوم يأتي حسب الأهواء والميول
وتوجيه بوصلة التاريخ الرياضي إلى مقر النادي المفضل دون
مراعاة للأمانة والمهنية والمسؤولية التاريخية، وعلى سبيل المثال
هناك خلط بين بطولات كأس الملك والدوري وهناك تحوير
لحقيقة أول دوري كرة قدم، والحقيقة التي يجب توثيقها هنا هو أن
النادي الأهلي هو أول ناد يحصل على بطولة الدوري عام
1969م بحسب القرائن والوثائق والنقل التلفزيوني والتغطية
الصحفية آنذاك، وطالما أن مرجعية لجنة التوثيق الرياضي هي
الرئاسة العامة لرعاية الشباب فأود التذكير بأن الرئاسة العامة
لرعاية الشباب نفسها احتضنت درع أول بطولة دوري الذي فاز
به الأهلي وقدمته بشكل رسمي في جناحها بالجنادرية لموسمين
متتاليين فماذا يعني ذلك؟ هل يمكن أن نعده اعترافاً بحقيقة
تاريخية لا تقبل الجدل؟ وكيف يمكن أن نقدم للجماهير حقيقة
أخرى مخالفة لتاريخ موثق؟ إنها مسؤولية لجنة التوثيق فعليها فقط
التدقيق.