2015-09-25 | 01:57 مقالات

أخلاقك يا كابتن

مشاركة الخبر      

** نصطدم في بعض الأحيان بنماذج لمحترفين يقدمون أنفسهم بصورة مزعجة خلاف الصورة التي اعتاد الجمهور أن يرسمها لنجم أحبه أو لاعب أعجبه، والمصيبة الأدهى والأمر أن يقرن النجم بين غياب المستوى وغياب الأخلاق فتزداد الضغوط حوله فيصبح لاعبًا خطيرًا ليس في الميدان بل على جماهير ناديه، كما حدث بالأمس القريب لمهاجم الاتحاد مختار فلاتة وتلفظه على أحد مشجعي ناديه بمفردة (...) مكرراً إياها وكأنها مفردة من الطبيعي إطلاقها في المدرج الأصفر، فجاءت ردة الفعل هادئة من المشجع الذي طالب مختار بأن يقدم للاتحاد ما يوازي المبالغ التي دفعت له، وهذا المشجع البسيط في مطلبه لم يطلب إلا حقًا مشروعًا له كمحب لناديه، فاللاعب يجب أن يبذل قصارى جهده ويسخر إمكانياته لإرضاء محبي ناديه ، ولعل هذا الاصطدام المباشر بين اللاعب والمشجع أتى كنتيجة طبيعية لما يحدث من غليان في المدرج الاتحادي وغضب عارم من أداء اللاعبين وعمل الإدارة، الأمر الذي انعكس سلبًا على العلاقة بين الطرفين فآلت إلى ما آلت إليه من تأزم.
** أزمة مختار فلاتة والمشجع الاتحادي أعادتني بالذاكرة لمواقف مشابهة كصعود محمد نور للمدرجات واشتباكه بجمهور الاتحاد في البطولة العربية التي استضافها الاتحاد وكسبها الأهلي، واشتباك لاعب هلالي بأحد جماهير ناديه في التدريبات، وغيرها من الحوادث التي يمكن أن يسلط عليها الضوء في الأندية الكبيرة فما بال الأندية الأخرى التي قد يقودها التأزم في العلاقة بين اللاعبين والجماهير إلى أزمة ثقة واهتزاز مستويات ومغادرة إدارات بسبب شرارة صغيرة تتسع رقعتها لتشمل الأخضر واليابس في هذا النادي أو ذاك.
** ومن هذه الأمثلة الواقعية من مسرح الحياة الكروية أردت الوصول إلى ضرورة زيادة الوعي بين اللاعبين المحترفين وتعليمهم وتثقيفهم بأن يحافظوا على علاقتهم بجماهيرهم في أقسى الظروف وبالذات عند الخسارة ، فظروف الخسائر وما يترتب عليها من تبعات تمثل المحك الرئيسي لأخلاق اللاعب والإداري فعليهما أن يتفهما غضب المدرج وأن يسعى اللاعب بالذات لامتصاص هذا الغضب بالصمت أو الحديث الذي يستطيع من خلاله تهدئة مشجعي ناديه ، ثم إن اللاعب المحترف يعد قدوة لغيره من النشء سواء من يتابعه أو من الأجيال الكروية المقبلة في الفئات السنية التي تراقب تصرفات النجوم وتحاكي هذه التصرفات في أي موقف مشابه، لذا من المهم أن تعمد إدارات الأندية لإقامة محاضرات تثقيفية لمحترفيها تركز على الهدوء وقت الأزمات وتجنب الاحتكاك بالمشجعين واختيار العبارات المناسبة في الحديث معهم بلطف وأدب وتقدير لتعب هذه الجماهير وحرصها على تجشم عناء السفر وشراء التذاكر ثم تفاجأ بمن يكافئها بأقسى العبارات وأقذع الكلمات.
** وحتى أحضر موقفا مضادًا يثبت أن نجومية اللاعب في المقام الأول تعتمد على ملافظه وأخلاقه، هذا تيسير الجاسم نجم الأهلي يقدر عتب الجمهور ويذكر بالحرف الواحد بأن ما يقدمه من عطاء وجهد وتهديف هو لإرضاء جماهير الأهلي التي تمثل ترموميتر الحماس والعطاء لدى اللاعب، وإن عتبها دائما في محله من منطلق حرصها على ناديها ونجوم ناديها.. شكرا تيسير فهو نموذج وهناك نماذج أخرى لاشك في كل الأندية تقدر دور الجماهير وهذا ما يجب أن يعمم على كل اللاعبين من أجل إيجاد ضابط أخلاقي في العلاقة بين اللاعبين وجماهيرهم.
** أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير.