الميدان للشجعان
لن يحكم أي عاقل رياضي حصيف على صفقات الأندية إلا من خلال الميدان ، وسيتحول المستطيل الأخضر إلى قاض نزيه يفصل بين الجيد والرديء ومن يفيد ومن يستفيد ، فلا تنظروا الآن إلى صفقات ( الشو ) على أنها هي الفرس التي ستزف فارسها إلى ميدان البطولة ما لم يبدأ الموسم وتتضح ملامح الفائزين بأفضلية الاختيار ولن تنفع حينها التبريرات والأعذار ، ولن يجدي حينها محاولات تصحيح المسار ..
ـ احتفى الاتحاديون بمونتاري والأهلاويون ببهوي والنصراويون بمورا والهلاليون بألميدا وكذلك الأندية الأخرى الباحثة عن موقع قدم في منافسة الكبار لكن هل معنى ذلك الجزم بنجاحهم وفائدتهم ؟ فليس من الضروري أن يكون اللاعب ذو تاريخ وملف حافل بالإنجازات ليقدم نفسه بذات الأسلوب والطريقة كما في أوروبا أو أمريكا الجنوبية ، فالعوامل المساندة عادة ما تختلف علاوة على أسلوب الحياة واختلاف نمط المعيشة ، أما أسباب حضورهم فأكاد أجزم بأنها لدواع مالية وعروض ضخمة تسيل لها اللعاب ولولاها لما حضروا هم وغيرهم من النجوم ، والمصيبة الأعظم فيما لو انتصف الموسم وأنديتنا وقتها تقع في شراك التشهير والشكاوى في الفيفا لعدم القدرة على السداد فيما عدا ناد أو ناديين يحميهما وجود الرعاة والاستقرار المالي والدعم الشرفي لحل أي معضلة مستقبلية من هذا النوع ..
ـ الأندية نفسها تضع أقدامها في الفخ دون أن تستفيد من دروس الماضي ، فهذا الاتحاد الذي اشتكى لطوب الأرض من الديون ويريد مواجهتها بقرض بنكي دخل في صفقات كبيرة ستكلفه الكثير وسترهقه ماديًا ربما للأسوأ دون معرفة المردود وملفات سوزا والشربيني وغيرهما لا زالت حاضرة في الذهن تبعثر كل بارقة أمل في نهوض هذا النادي من جديد ، ومع ذلك فمحبوه يتمسكون بالأمل والتفاؤل بموسم مثمر ، وحتى الأندية المستقرة ماديًا وصاحبة عقود الرعاية هي الأخرى لديها شكاوى لكنها تستطيع تجاوزها لقدرتها المادية ووجود داعمين قادرين على تجاوز أي مطب والتدخل في الوقت المناسب ..
ـ تهديدات البرقان بعدم مشاركة المحترفين الجدد وصلت لأسماع الهلاليين والنصراويين كجرس إنذار قبل السوبر ، ومن غير المعقول أن ناديين كبيرين كالهلال والنصر يستقطبان كل هذه الصفقات محليًا وخارجيًا ويفوتان على نفسيهما مشاركة نجومهم في هذا المحفل الكروي في لندن إحدى معاقل كرة القدم العريقة وأمام أنظار الجماهير والمتابعين هنا وهناك ، فالمباراة ليست مجرد بطولة بقدر ما هي محك حقيقي لقياس درجة الإعداد للموسم ومعرفة إمكانات القادمين من خارج أسوار النادي ومدى فائدتهم ، علاوةً على أن الظفر بالبطولة سيكون بمثابة مد معنوي داعم لموسم طويل ومرهق يتطلع فيها الطامحون لمكاسب جديدة وبطولات عديدة ..
ـ في النادي الملكي جروس يقود كل شيء ويخطط بعناية لأن يكون فريقه أمضى بريقًا وأقوى عدة وعتادًا من أهلي الموسم المنصرم ، فالطموحات لا تتوقف وبطولة الدوري التي ذهبت في غمضة عين تحتاج لأعين نبيهة تحرص على كل نقطة في الموسم الجديد ..
ـ في هذا التوقيت يتحدث الأهلاويون عن اللاعب الأجنبي الرابع وعن الحارس والظهير الأيمن ، وأجزم بأن القائمين على الفريق يسابقون الزمن لإنهاء ملف اللاعب الرابع ، أما الحارس والظهير الأيمن فكثرة أحاديث الأهلاويين أنفسهم عن هذا الأمر يهز الثقة في عناصر تحتاج للثقة والفرصة لإثبات الوجود وتقديم الفائدة للأهلي .