يوافقون ثم يعتذرون
نقضت إدارة الشباب وعدها للأهلاويين بالتخلي عن حسن معاذ وتراجعت عن خطابها المرسل بالموافقة على انتقال اللاعب على الرغم من التزام الأهلي بمستحقات اللاعب ومتأخراته، وهذا يعني أن المسألة تعدت مرحلة تفاوض واتفاق إلى رغبة جامحة في إحراج مسؤولي النادي أمام الجماهير ولا سيما أن نادياً مثل الأهلي يعيش ليله ونهاره في صخب حاله حال الأندية الجماهيرية الكبرى عندما يتم تداول أي خبر لصفقة مقبلة، وهذا الأسلوب الذي اتبعه الشبابيون في تعطيل المفاوضات لم يتم اتباعه مع النصر في حالة نايف هزازي ومع الهلال في حالة ناصر الشمراني ومع الاتحاد في حالة عبدالله شهيل وغير ذلك من الأمثلة، وقابلوا مرونة الأهلي في انتقال إسماعيل مغربي وغيره من اللاعبين السابقين بالنكران والجحود، حتى إن لاعبهم حسن معاذ نفسه يملك الرغبة الكبيرة في الانتقال ووقفوا ضد رغبته وضد مفاهيم الاحتراف نفسها، وكان يمكن أن يكون أمر انتقاله سهلاً لو كان الطرف الثاني قطبي العاصمة أو النادي المنافس للأهلي في جدة.
ـ أعتقد أن الأهلاويين بعد هذا الموقف لم يعد لديهم الرغبة في طرق هذا الباب مرة أخرى وهم الذين اصطدموا مرتين بمن يغلقه عنوةً في وجوهم، وحتى الجماهير الأهلاوية فيما لو عادت المفاوضات للتداول مجددًا لن تكون متحمسة لإبرام صفقة كهذه في ظل مضي الوقت وانقضاء جزء من معسكر الفريق الإعدادي وما يعانيه ناديهم من معاملة غير احترافية إزاء أي صفقة يبحث عنها، ولا أبالغ إذا ذكرت أن هناك تكتلاً يجابه الأهلي عند مفاوضاته يتكون من عدة أندية لا نادٍ واحد، وإذا كان هناك من فائدة من وراء هذا العناد فهو فائدة زرع الثقة فيمن يمثل الفريق في هذه الخانة سواء كان عقيل أو كردي أو بصاص أو استقطاب عنصر مفيد كزبيدي الاتفاق ومجرد الحديث مجددًا عن مفاوضات جديدة يهز ثقتهم بأنفسهم، وبذلك يوفر الأهلاويون المبلغ الضخم الذي كان سيدفع لمعاذ من أجل الفريق الأخضر الذي يملك العناصر التي تستطيع تقديم نتائج أفضل في الموسم المقبل، كما كانوا سيوفرون على أنفسهم عناء البحث لو أنهم منذ الموسم الماضي حافظوا على لاعبهم سعيد المولد المتواجد حاليًا في البرتغال في تجربته الاحترافية هناك.
ـ يجب على إدارة الأهلي أو من يتم تكليفه بالمفاوضات في أي صفقة كانت أن يتحاشى الوقوع في فخ التسريب لأنه مفسدة الصفقات خاصةً أن الجمهور يحمل في ذهنه أمثلة ذات دلالة مثل قصة حسن معاذ الذي تسربت أخباره منذ فترة طويلة وتبارى (المصدرجية) على الأسبقية حتى ذهب اللاعب بعد أن كان قريبًا جدًا من الأهلي قبل أن يعود إلى الواجهة مرة أخرى، والهولندي شيري الذي التقطت معه صور للمشرف على الفريق مروان دفتردار ـ عافاه الله ـ وتم التأكيد على أن اللاعب سيكون رابع لاعبي الأهلي غير السعوديين وأن الصفقة في طريقها للحسم ليصطدم جمهور الأهلي بالنهاية التراجيدية للصفقة واتجاه اللاعب لإنجلترا، وهنا المسألة تتجلى في ضرورة إعمال عنصري الخبرة والدراية وحصر مطبخ التعاقدات في رجال ثقاة قليلي العدد يخدمون النادي ولا يخدمون أنفسهم ولا يسعون لمكاسب إعلامية وبعيدًا عن الأضواء والصور والفلاشات التي تكون في الوقت المناسب وهو وقت الحسم والتوقيع الرسمي فقط.
ـ وحتى أسوق مثالاً فإنني بصراحة لم أسمع ولم أشاهد أن الإعلام بأشكاله وأنواعه قد تناقل أخبار تعاقدات هلالية أو نصراوية قبل إعلانها رسميًا وإن حدث ذلك فهو في نطاق ضيق، وليت الأهلي يتبع هذا الأسلوب في التكتم على الصفقات ومن ثم إعلانها حال إنهائها بشكل رسمي، وطالما مرحلة الإعداد بدأت فإن على القائمين على إنهاء صفقة اللاعب الرابع أن ينجزوا ما يحتاج إليه جروس لتنفيذ مخططاته التكتيكية في الميدان بعيدًا عن الإعلام وأن ينجحوا في الوصول للاعب المناسب بعد كل هذا الوقت من أجل المحافظة على مكتسبات الأهلي وتواجده في المنافسة مع أقرانه الكبار.
ـ كل خطوة تعاقدية ناجحة في الأهلي أو سارت في مسارها الصحيح دون تعقيدات تأكد أن وراءها رمز الأهلي وداعمه الأمير خالد بن عبدالله، وأذكر أن هناك صفقات لمدربين ولاعبين حضروا للأهلي وأنهى خطواتهم التفاوضية وفوجئت وسائل الإعلام بوصولهم أو الإعلان الرسمي عن التعاقد معهم دون اجتهادات إعلامية حينها.