خل روحك رياضية
تلقيت دعوة كريمة للمشاركة في حملة سوكر سين ومازدا تحت شعار (خل روحك رياضية) في ظل ما يشهده الوسط الرياضي من ازدياد موجة التعصب الأمر الذي قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على مجتمعنا المتماسك، وللحق فإن الفكرة المتجددة هذه المرة التي يقوم عليها أعضاء شرف أهلاويون هم سفيان باناجة ووجدي الطويل ومشهور الحارثي لم يتم استنساخها من أفكار أخرى تصب في إطار التنافس الرياضي الشريف بقدر ما تم استحداث أفكار جديدة لتوسيع نطاق الحث على التنافس الشريف والتحلي بالروح الرياضية والأخلاق، فرياضة بلا أخلاق ستكون نهاية منافساتها وسباقاتها مؤلمة ووخيمة للمجتمع بل إنها ستؤدي إلى عزوف جماهيري عن التوافد على الملاعب وعزوف شرفي عن الدعم وعزوف استثماري عن ضخ الأموال في الرياضة، وبهذا نكون قد فقدنا روافد الدعم للرياضة وللأندية، وقد تداركت فكرة الشرفيين الثلاثة هذه الجوانب فاتسعت رقعة المشاركة في حملة (خل روحك رياضية) لتشمل الجماهير في وسائل التواصل الاجتماعي وتخصص لهم جوائز قيمة لأفضل المشاركات والعبارات والأوسمة في إطار هذا الشعار الجميل الذي يرمي إلى إعادة الأمور إلى نصابها في ميادين الرياضة والمدرجات ووسائل الإعلام وسط مشاركة واسعة واستشعار وطني لخطورة وضع التعصب الرياضي في ملاعبنا ومنافساتنا..
ـ وفي إطار هذه الصورة وتفاعلاً مع ما يدور في الوسط الرياضي شاهدنا كيف أن الإعلام المرئي ومن خلال برامج متابعة ومشاهدة سلط الضوء على التعصب إلا أنه طبق المثل القائل (جا يكحلها عماها) بإذكائه للتعصب والتحيز لأندية كبيرة وتجاهل أخرى كبيرة والإيماء بأن الصخب الإعلامي والجماهيري إنما خصص لهذه الأندية دون غيرها، كما أن هذه البرامج جسدت المشكلات ولم تقدم حلولاً، فالتركيز على أن الإعلام هو المحور الرئيسي للتعصب مع الاعتراف بمساهمته في هذا الداء ليس لب المشكلة لكون أطرافها متعددة من الجوانب الإدارية والجماهيرية والإعلامية، والحلول لابد أن يقدمها جميع هذه الأطراف وأن تتسع دائرة المشاركة بها لكي يستشعر الجميع أهمية إيجاد حلول لمشكلة التعصب الرياضي..
ـ الأخطر من هذا كله أننا حينما نتذكر تصريحات بعض مسؤولي الأندية ورؤسائها وما ترمي إليه من اتهامات فإن ذلك يقود إلى انقسامات جماهيرية وظنون لا محل لها في رياضة الوطن، وأردت بهذا الدليل التأكيد على أن مسؤولي الأندية يجب أن يتمتعوا بقدر كبير من المسؤولية والاتزان في أحاديثهم لما لأحاديثهم من تأثير متشعب على الإعلام والجماهير، وقد لفت نظري أيضًا أن بعض رؤساء الأندية باتوا يتحدثون عن كواليس المنافسة والحكام واللجان بالألغاز ويتركون فهمها للجماهير فلا هم تحدثوا بشفافية وأوصلوا رسائلهم ولا هم الذين صمتوا من أجل غرس الهدوء في مدرجات جماهير أنديتهم..
ـ تخشى الأندية الكبيرة جراء التنكر الذي يمارسه بعض الجماهير تجاه الرموز والشخصيات الرياضية أن يتسربوا من دعم الأندية ويتركوها تواجه مصيرها المجهول، وفي مقدمة هذه الشخصيات الأمير خالد بن عبدالله (رمز الأهلي وداعمه الأوحد)، وأعجبني وصف جميل للدكتور عبدالرزاق أبوداود عندما أوجز في عبارة بأنه (رمز الزمن الجميل، ومنبر العطاء ومعدن الحكمة والترفع .. خذوا ما شئتم واتركوا خالداً).