الدوري للفريق النزيه
مع اقتراب حسم الدوري لمصلحة الأهلي أو النصر يستنفر المعسكران الأخضر والأصفر طاقاتهما على كل الأصعدة الفنية منها والمعنوية وحتى الإعلامية إلا أن آلية تنفيذ البرنامج الإعدادي لأسبوع الحسم والمواجهتين المقبلتين لكل منهما في الختام تختلف من معسكر إلى آخر، فالصخب الأصفر يقابله هدوء أخضر، فيما تظل جبهة (تويتر) حافلة بالتوتر وبالغث والسمين، الكل فيها يغني على ليلاه، ونادرًا ما تجد الطرح المفيد بل مناوشات كل أطرافها يبحثون عن دور بطولة وهمي، ومن غرائب التطرف الرياضي أنك تجد إعلاميًا يقوم بعدة أدوار لخدمة ناديه ضاربًا بمهنيته عرض الحائط، فهو يؤلب الجماهير على الفريق المنافس ويذهب لحسابات التواصل الاجتماعي للنجوم بغرض التأثير عليهم ويصطدم بإعلام المنافسين وأعضاء شرفهم، وفي المساء يسرد قصص بطولاته وأمجاده على من يشجعون نهجه وهم في نفس الوقت يسخرون منه ويضحكون من شخصيته الأراجوزية المزدوجة، ومع ذلك يصر أن يكرر هذه الأدوار في اليوم التالي وهكذا، وهنا أتساءل هل وصل بنا في كرة القدم أن نحول التنافس على بطولة إلى تنافر وفرقة بين الجماهير ومحبي الرياضة التي من مبادئها زيادة الأواصر والمحبة والروح الرياضية والمنافسة الشريفة، وأجزم بأنه آن الأوان للرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام أن تقوم بدورها في إيقاف موجة التوتر في (تويتر) بعد انحسارها كثيرًا في الصفحات الرياضية، فهذه الموجة لها انعكاسات سلبية خطيرة مع تناميها واتساع رقعتها ويمكن السيطرة عليها الآن بمعالجة حاسمة لتعود للمنافسة في كرة القدم رونقها الجميل وألقها السابق..
ـ كل إناء بما فيه ينضح.. فمن يتحدث الآن عن بيع المباريات يثير الشكوك بل يؤكدها حول ناديه وأن ما يرمي به المنافس هو نتاج ممارسة يقوم بها وسلسلة علاقات مترابطة ومصالح مشتركة تسهم بطريقة أو بأخرى في حصاد النقاط بأقل مجهود، أما من يأخذ على عاتقه نشر ثقافة المنافسة الشريفة ويعطي المثل الحي للنزاهة والتصرف بمسؤولية فهو من نقف له احتراماً وتقديرًا ونعتبره البطل حتى وإن لم يتوج، لذا أتمنى الدوري للفريق النزيه.
ـ بعيدًا عن حصاد البطولات يظل السويسري كريستيان جروس مدرب الأهلي المدير الفني الأنموذج الذي استطاع خلق توليفة ناجحة من العناصر في ناديه يستطيع بها التغلب على كل الظروف وعلى شتى الأصعدة، وقد لاحظنا ذلك في الدوري ودوري أبطال آسيا وكيف أنه جابه الإصابات بغرس الثقة في البديل ليعطي بنفس مستوى الأساسي وهو ما اتضح جليًا للمتابع في لقاء الفريق الأخير أمام ناساف الأوزبكي الذي خرج الأهلي منه بالتعادل وكان الأقرب للكسب وأهدى بطاقة التأهل لصنوه الأهلي الإماراتي، ولعل ثقافة الانتصار وعدم الخسارة التي أسس لها جروس خلقت في الفريق نوعًا من الإصرار والحرص على الكسب وعدم التعثر حتى في أسوأ الظروف، ولو استمر الأهلي على هذا النسق فإن التوقع يظل قائمًا بتواجد أهلاوي في ساحة المنافسة لسنوات مقبلة شريطة الحفاظ على جروس وفكره التدريبي فهو من طينة المدربين العمالقة الذين مروا على الأهلي ولا يختلف عنهم عنهم كثيرًا بمنهجيته، وهو بالمناسبة يستحق أن تخدمه الظروف لتحقيق الدوري لكونه لم يخسر في هذه المسابقة..
ـ السومة ليس الأهلي بالتأكيد لكنه لاعب مؤثر وذكي يملك حلولاً هجومية في أصعب الأوقات ويعد من أفضل لاعبي خط الهجوم غير السعوديين هذا الموسم بحماسه وأهدافه الحاسمة فهل يعود وقت الحسم ليضع بصمته؟.. إنا لمنتظرون.