الأهلي يسير (وحيداً)
وأقصد بوحدة الأهلي غياب عشاقه في أهم منعطفاته عن مرافقته في رحلة انتصاراته وهو أمر لم نألفه، وبغض النظر عما إذا كان الأهلي قد حقق الدوري أو لم يحققه هذا الموسم فإن المنصف والمتابع الحصيف قد أعلن موقفه بانحيازه للغة المنطق بأفضلية الأهلي واستقرار عطائه ومستوياته الثابتة ونتائجه الإيجابية على مدار الموسم فهو محلياً قد حقق كأس ولي العهد وينافس حاليًا على قمة الدوري بفارق نقطتين دون أن يخسر حتى الآن وآسيويًا فقد بلغ الدور الثاني بصدارة مجموعته عقب فوزه على الأهلي الإماراتي دون النظر للجولة الأخيرة من المجموعة، وقد يخرج من يقول إن العبرة بتحقيق البطولة لا بحجم الانتصارات ومنطق عدم الخسارة بدليل أن متصدر الدوري النصر خسر أمام الأهلي ثلاث مرات منها خسارتان في الدوري الذي يتصارعان لاعتلاء قمته ومن يذكر هذه الميزة نسي أنها في الوقت نفسه تصب في دائرة الأفضلية الخضراء وتعطي جرعة قوية من الثقة للاعبيه في جانب المنافسة مع الكبار الذين لم يستطيعوا هزيمة الأهلي هذا الموسم علاوة على الفرق الأقل إمكانيات ومستوى، ورغم أن هناك ثلاث جولات حاسمة للأهلي على ملعبه في جدة أمام الفتح والتعاون ومنافسه الاتحاد فإن لاعبي الأهلي يدركون أهمية التركيز والنفس الطويل والقدرة على العودة وقلب النتائج في الشوط الثاني وعليهم أن ينسوا في هذه الجولات منافسهم النصر ونتائجه ويبحثون عن النقاط التسع الكاملة فإن كسبوا الدوري فهم يستحقون وإن لم يحققوه فسيحصدون إعجاب الرياضيين والمتابعين كأفضل فريق كروي هذا الموسم مع يقيني بأن الكرة ستنصف من يخدمها ويجزل لها العطاء في نهاية المطاف..
ـ ومما تقدم فإن نقطة جوهرية مهمة لفتت نظري في المباريات الأخيرة للأهلي وبالذات لقاءه أمام الأهلي الإماراتي وهي العزوف الجماهيري الغريب رغم أن الفريق الأهلاوي في أفضل حالاته ويعيش فترة من الاستقرار على مستوى النتائج، والكل كان يتوقع أن تكون المباريات التي يكون أحد طرفيها الأهلي تغص بالجماهير وأنصار النادي إلا أن ما حدث أعده ظاهرة عجيبة تستدعي الدراسة ولم يسبق لجمهور الأهلي أن فعلها في وقت انكسارات النادي فما بالكم بوقت انتصاراته وبطولاته؟ وسبق لي أن قدمت مقترحاً لنائب رئيس النادي فهد عيد يتمحور في تسهيل حصول الجماهير على التذاكر والوصول إلى الأحياء وتخفيض الأسعار وبعض هذه المقترحات طبقتها إدارة النادي إلا أن آلية التسويق تحتاج إلى دور أنشط من الدور السابق، كما أن جماهير الأهلي من جانبها وهي الجماهير العاشقة التي كانت وستظل من أفضل جماهير الأندية دعماً ومؤازرةً يجب عليها وفريقها يعيش مرحلة الحسم أن تكون قريبة جدا من الفريق وأن تحفز اللاعبين وترفع معنوياتهم وليس هناك ما هو أهم من هذه المرحلة الهامة والحاسمة.. وأظن أنها ستكون على الموعد وستزف الفريق لانتصاراته..
ـ فرحت كثيرًا لصعود الوحدة لأن مكة تستحق أن يمثلها نادٍ يستمر بين أندية الكبار، كما سعدت بتأهل القادسية وكنت أتمنى أن أشاهد الاتفاق والنهضة والرياض والطائي بين الكبار أيضًا، فهذه الأندية أجدر من بعض الأندية التي تحتل مواقع في دوري الكبار دون إضافة أو قيمة، بل إن بعضها تحولت إلى فروع لأندية كبيرة أخرى وفقدت استقلاليتها ونسيت واجباتها تجاه جماهير مناطقها.. وأرجو أن تتساقط هذه الأندية الهامشية لتحل بدلاً منها أندية عريقة وذات جماهيرية وكما صعدت الوحدة والقادسية لمرابع دوري الكبار أتطلع في الموسم المقبل لصعود الاتفاق والنهضة وعندها ستكون كل مباريات الدوري مشتعلة وسيعود دورينا لصدارة الدوريات العربية.