النهج السليم في الاستفادة من التحكيم
صافرات الإنذار التي أطلقها رئيس النصر ومفردات التهديد والوعيد منحته بوصلة بطولة الدوري أمام الخليج ولا غرابة في أن تمنحه اللقب قبل نهاية المنعطف الأخير ولا عزاء للمنافسة، وقد عودتنا بطولة الدوري في المواسم الأخيرة أنها تذهب لصاحب الصوت العالي ومن ترتعد فرائص اللجان لجلجلة أحاديثة وتصريحاته والأدلة واضحة ولا داعي لأن أستعيد تاريخًا من الكر والفر والعلاقات والتربيطات واللعب على كل الحبال من أجل الفوز بالبطولة ولا يهم إن خرجت المنافسة الشريفة عن إطارها المحمود طالما أن الهدف تحقق في نظر هؤلاء الإداريين أو الرؤساء، بينما نحن (كرياضيين) ومحبين للمتعة الكروية ننظر للمستطيل الأخضر وكأنه هو وحده من يتحكم في مصير المنافسة وهذا يدل على أننا نتعامل (ببراءة) مع وسط للأسف يفتقد للبراءة..
ـ في تقرير صحيفة هاتريك الأخير حول المتضررين والمستفيدين من أخطاء التحكيم وبلغة الأرقام أن النادي الأهلي هو أكثر المتضررين بفقدانه عشر نقاط ربما كانت كفيلة بتواجده في قمة هرم الدوري حتى الآن، وهذا يدل على أن الأهلي رغم جاهزيته الفنية والعناصرية وقدراته وإمكانياته لن يستطيع وإن تفوق في كل المباريات على الحصول على مراده ما لم يجد صافرة تساعده كما فعلت هذه الصافرة مع النصر ومع غيره من الأندية أيًا كانت دلالات هذه المساعدة التحكيمية، وإذا كان هذا الأمر يستبعده الأهلاويون لجفاء التحكيم معهم في سنوات مضت بعد أن أضاع عليهم بطولات كبرى كانوا يستحقونها، ولولا هذه الصافرة لما سمعنا نغمة ابتعاد الأهلي عن بطولات الدوري رغم أنه هو أول من علم الأندية معنى بطولة الدوري.
ـ تعودنا أن نحلم بطموحاتنا وتمر السنوات دون تحقيقها ومنها توفير غطاء آمن لمنافسة شريفة وتحكيم نزيه وعدالة صافرة وإنصاف لجان، متى يتحقق ذلك الأمل؟ سؤال تطرحه الجماهير المحبة لهذا النحو من التنافس ولكنه لا يبدو في الأفق الآن في ظل الصراعات الخفية والمعلنة والضغط الإعلامي الموجه وعدم قدرة مسيري هذه المنافسة من حكام ولجان من السيطرة على هذا التمدد والتغلغل داخل أروقة هذه اللجان بل إنها لم تستطع في الفترة الماضية التخلص من قيود الضغط الإعلامي فكانت النتائج وخيمة والمتضررون صمتوا لعل وعسى أن تنقشع هذه الغمة ويكون هناك حلول على الأقل تخفف من وطأة هذه الأخطاء ..
ـ ربما يذهب الدوري للنصر الأقرب وربما يذهب للأهلي إلا أننا نريد من يحصل عليها يكون هو الأجدر والأقوى والأفضل فنيًا، فقد سئمنا اللعب خارج المستطيل الأخضر وسئمنا غياب متعة تتويج الأفضل وسئمنا هذه الحياة الرياضية القائمة على الريبة والشكوك والفضائح التي لا تأتي فرادى..
ـ بالأمس تحدث رئيس الخليج ونائبه عما لحق بنادي الخليج من تجاوزات تحكيمية وقبلهما تحدث الكثير من الرؤساء عما لحق بهم من أخطاء حرمتهم نقاطاً يستحقونها وأظن أن القادم أكثر وأخطر ليس على مستوى المنافسة في الكرة السعودية على سمعتها بعد أن تابعنا صحفاً خليجية تتحدث عن تجاوزات رؤساء أندية وتجاوزات تحكيمية على نفس المسار .. فإلى أين نحن ذاهبون؟
ـ في الجولة الأولى من مشوار الأندية السعودية الأربعة الكبيرة آسيويًا نتائج متأرجحة ومستقبل مجهول على حسب معطيات وإمكانيات هذه الأندية ولاشك أن الطموحات والآمال كبيرة إلا أن الحكم على هذا المستقبل منذ الجولة الأولى يعد حكماً غير منصف فربما نعيد صياغة إمكانياتنا في القريب العاجل لنصل إلى طموحاتنا.