الملكي والزعيم .. الخسارة وقعها أليم
ونحن على مشارف المتعة الكروية في كلاسيكو الكبيرين الأهلي والهلال يخرج علينا من بني إعلام من يبحث عن تشويه هذا اللقاء بتناول معطيات عدة واستضافة الأضداد للنيل من العزيمة بغية تشتيت تركيز فريق رحلة المكاسب الذي لن يرضى بالهزيمة في مثل هذه اللقاءات وهو الذي لم يذق طعمها منذ بداية الموسم ، أي أن طاسة الإعلام الضائعة تطيش في اتجاه واحد وتناسى أولئك أن الأهلي والهلال كلاهما يحمل تاريخًا كبيرًا من البطولات وأن فوز أحدهما لن يغير في خارطة الكبار شيئًا، وأن من يبحث عن التتويج والذهب لن يلقي بالاً لطرح يستهدف النيل من المعنويات أو هز الثقة خاصة إذا علمنا أن عملية الاستهداف والتخطيط خارج محيط المستطيل الأخضر هي عملية منظمة استمرت فترةً طويلة ولن تنتهي بصافرة النهائي الكبير هذا المساء ..
ـ أجزم بأن التناقضات في هذا المسار كثيرة فمن طالبوا يومًا ما بإبعاد الحكم السعودي عن الجدل والنزاع في مثل هذه النهائيات وإسناد المهمة للحكم الأجنبي هم أنفسهم من يطالبون الآن بإعطاء الثقة للحكم المحلي وتعزيز قدراته وتشجيعه وهم في نفس الوقت بهذا التناقض يزرعون فيه الارتباك والخوف من محصلة قراراته الحاسمة التي ربما تهدي فريقًا البطولة على حساب من يستحقها من أجل إرضاء السواد الأعظم من إعلام الميول ومن أجل دعم مستقبلي لخطوات هذا الحكم ، لذا فالعقلاء فقط ممن يبحثون عن مصلحة حكامنا يرون أن وجود الحكم السعودي في نهائيات كبيرة قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب والأدلة التاريخية كثيرة على أن الحكم المحلي يتأثر بالضغوط وأن ما يقوله المهنا عن حكامه في هذا الإطار إنما هو محاولة جادة لتجميل صورة تحكيم محلي بأصباغ ملونة لا تلبث أن تزول ويظهر الوجه الباهت في ليلة الحسم.
ـ إن من الواجب هنا على اتحاد الكرة ولجنة الحكام ومن يدير المواجهة الحرص على سمعة لقاء نهائي يشرفه ولي العهد الأمين، وهي مسؤولية كبرى تحتاج إلى قدرات متضافرة لإبعاد هذه الجهات عن أي تدخل أو عاطفة أو تأثير لأن الهدف هو نجاح النهائي وإيصاله إلى بر الأمان بغض النظر عمن يكسب أو يخسر.
ـ لاشك أن الفريقين يملكان طموحًا مشروعًا باصطياد بطولة غالية تضمن لأحدهما البقاء بمعنويات مرتفعة والمنافسة على بقية البطولات، فالأهلي الذي لم يذق طعم الهزيمة حتى الآن يريد أن يستمر في طريقه الخالي من الخسائر وأن يهدي عشاقه بطولة تعزز هذه المسيرة الإيجابية كي تكون حافزًا للفريق في الدوري وبقية الاستحقاقات وهو يملك كافة الإمكانيات التي تخوله من الحصول على الذهب بغض النظر عن إصابة نجم ومشاركة آخر لكون الأهلي يملك في الوقت الحاضر عناصر وافرة لها ثقلها ومكانتها وإمكانياتها، فيما يبدو أن الهلال صاحب الرقم القياسي في هذه البطولة بالذات يحتاج لرتق علاقته المتوترة بجماهيره ومحاولة الظفر بالبطولة كطوق نجاة لإدارة النادي والجهاز الفني الذي لا يزال مطوقًا بالانتقادات والمطالبة بتسريحه من قبل الهلاليين أنفسهم الذين لا يرون في استمراره أي مكسب لناديهم في ظل النتائج غير الجيدة التي خرج بها الهلال في مسيرته هذا الموسم بدءًا من النهائي الآسيوي مرورًا ببعض التعثرات في الدوري المحلي..
ـ سنبارك للفائز بجدارة وسنحتفي به فهو قد جد واجتهد وعمل على استثمار إمكانياته وطاقاته ، وكلاهما قادران على التعامل بهدوء وروية واتزان مع اللقاء الذي لا يحتمل الأخطاء ولا الارتباك والتهور فالخطأ سيقود للخسارة والتركيز سيسهم في الكسب ، وإذا كان السويسري جروس مدرب واقعي يعتمد على اللاعب الجاهز واستبعاد النجم أيا كان تأثيره لإصابة أو خلافها دون النظر لأي مطالبات أو انتقادات فإن نظيره الروماني ريجي يدخل هذا اللقاء وقدماه لا تحملانه خوفًا من عثرة أخرى تعجل برحيله دون أدنى جدال.