2015-02-06 | 06:52 مقالات

دياكيتي .. طريقة (الاحتراف) معكوسة

مشاركة الخبر      

بعيدًا عن حسابات الفوز والخسارة فإن الكرة السعودية علاوةً على نتائجها غير المشجعة على مستوى فرقها الأولى وأنديتها فإن سمعتها باتت على المحك على صعيد تعاملات أنديتها مع محترفيها ومدربيها خاصةً فيما يتعلق بظروف استقطابهم ودواعي مغادرتهم والإيفاء بمستحقاتهم، وما ذكره المالي سامبا دياكيتي لقناة العربية لهو أكبر دليل على أن أنديتنا تغامر ليس بسمعة رياضة فحسب بل بسمعة بلد فيما يتعلق بالحقوق والواجبات وحسن التعامل الذي يجب أن تتصف به مع اللاعبين غير السعوديين والأجهزة التدريبية، وزاد دياكيتي على ذلك بتوزيعه لاتهامات بالغة الخطورة لإدارة ناديه السابق الاتحاد وصلت لحد الوصف بالكذب والمماطلة ليزيد الطين بلة فيما يحدث لهذا النادي من شكاوى تجاوزت الأربعين شكوى حسب تصريح مسؤول رسمي في النادي إضافةً إلى أنها تنوعت بين الديون والمتأخرات والوعود التي لم يوف بها لسبب أو لآخر ونتذكر في هذا الإطار الشربيني وسوزا وغيره من اللاعبين، ورغم خطورة هذا الوضع فإن اتحاد الكرة واجه هذا الأمر بصمت ولم يتدخل رغم أن من واجبه استجلاء الأمور ومعرفة الحقائق ويتداخل في هذه الأدوار رعاية الشباب المعنية الأولى بالأندية ومجالس إداراتها وشئونها المالية وتعاملاتها المختلفة، وقد وضعت هذا النادي مثالاً حيًا لأنه أكثر الأندية تعرضًا للشكاوى في تاريخه الحديث سواءً على الصعيد المحلي أو الخارجي والقضايا المالية المثارة حول لاعبيه مقارنةً بغيره من الأندية مثل النصر الذي أيضَا مر بأكثر من هزة وقضايا تم التصدي لها في حينها بنجاح ثم الهلال ويأتي الأهلي أقل الأندية الكبيرة في هذا المضمار تعرضًا لهذا النوع من الإشكالات المالية بل إن لاعبيه الأجانب يحظون باستقبال حافل عند حضورهم وبمستحقاتهم كاملة عند وداعهم والدليل ما يذكرونه في وسائل الإعلام عما يجدونه من حسن معاملة في هذا النادي ووفاء بالعقود، ورغم أن الصورة هنا واضحة إلا أن معظم وسائل الإعلام المحلية لا تبرز هذا الوجه الحسن ولا تهتم به مقابل اهتمامها بأي جانب سلبي في هذا النادي.

ـ لجنة الاحتراف لدينا تمشي بطريقة معكوسة فهي تركز على أن عملها يتعلق بالجانب الاحترافي المهني وتناست أدوارها التنويرية والتثقيفية للأندية ومحترفيها وما حدث لسعيد المولد ونادي الاتحاد أكبر دليل وما يحدث من قضايا خارجية للأندية مع محترفيها ربما لا يدخل في مجال اهتماماتها لأنها كما تزعم شغلها الشاغل هو الشأن الداخلي وهذا خطأ كبير لأن الأندية كمنظومة احتراف تتبع هذه اللجنة وقوانينها ولوائحها وأي قضايا تنشب مع أطراف خارجية يجب أن يكون للجنة حضورها في توعية النادي وحثه للوفاء بالتزاماته لأنه بهذا التعاطي السلبي يعبث بسمعة البلد ورياضته، وتؤثر مثل هذه التعاملات مستقبلاً على تعاقدات الأندية السعودية جميعها طالما أن هناك من يكذب ويماطل.

ـ صورة أخرى من صور التخبط الاحترافي لدينا هو أن تضع لجنة مهمة كالاحتراف رأسها برأس الأندية وتعاند الأهلي مثلاً لأنه تقدم بشكوى ضدها في تعاملها مع موضوع سعيد المولد، وحقيقةً فاللجنة كانت بعيدة عن العمل الاحترافي في هذا الملف بالذات ولم تتعامل بطريقة منصفة مع الناديين وكأني بها تريد أن تنتقم من طرف بمجاملة الطرف الآخر وفي الأخير قضت على مستقبل لاعب واعد وأحد روافد المنتخب فهو أن استمر على موقفه سيحرم من ممارسة الكرة لفترة طويلة .. والسبب لجنة الاحتراف التي يفترض أنها تخدم في الأساس اللاعبين المحترفين والأندية المحترفة.

ـ البرقان أعلن مؤخرًا على مضض انضمام الأهلي للأندية التي تستطيع التسجيل .. ونادٍ مثل الأهلي سمعته تسبقه لا يبحث عن أولوية تسجيل أو إعلان رئيس لجنة ولكن خلطة الاحتراف الحالية مع ـ كوسة.