الاتحاديون و ( فوبيا ) الأهلي
ـ يبدو أن الاتحاديين باتوا يعانون من ( فوبيا ) الأهلي عقب تكرر خسائرهم أمامه في السنوات الثلاث الماضية وعدم استطاعتهم تحقيق الانتصارخلال تلك الفترة وتجديدًا منذ أطلق رئيس الاتحاد محمد بن داخل تصريحه المتلفز الشهير بأن فوز الاتحاد على الأهلي بطولة في أعقاب آخر فوز اتحادي في الموسم الذي كان فيه الأهلي على بعد ( هدف ) من بطولة الدوري ، فالمتتبع للحراك الأهلاوي الاتحادي قبل مواجهة الفريقين الكبيرين اليوم يلحظ هدوءًا أهلاويًا في مقابل إثارة إعلامية اتحادية لعدد من المحاور أبرزها تناول عقود الرعاية التي كانت الإدارة الاتحادية قد واجهت من خلال هذا الملف إحراجًا كبيرًا أمام جماهيرها بعد أن أتم الجار صفقة عقد رعاية الخطوط القطرية وأظن أنها بهذا الطرح الآن تواجه ضغوطًا كبيرة فيما لو تعثرت في أي خطوة من الخطوات التي ذكرت المصادر الإعلامية بأنها أتمتها دون إعلان رسمي من الإدارة ويمكن أن تتصل الإدارة لاحقًا من هذه المصادر والأخبار متى ما واجهت أي عثرة في هذا الملف ، أما الملف الآخر الذي تناوب الاتحاديون على طرحه فهو يدور حول اللاعب سعيد المولد وعقده بينما يدركون جيدًا مصير اللاعب ومستقبله وقدرته على تحديد وجهته بعد أن استمعت لجنة الاحتراف لأقواله مؤخرًا واحتفظت بحقوقه في تحديد مصيره إلى الوقت المناسب ، وفي إطار النهج ذاته كان مدير الكرة يتحدث في أكثر من وسيلة إعلامية عن العقوبة الانضباطية بحق حارس المرمى قواز القرني طامحًا في إلغاء هذه العقوبة وكأنه بهذا الحديث لا يثق في الحارس البديل أو أنه يزرع في البديل حالة من الاهتزاز النفسي والمعنوي ، وتحليلي لكل هذا التصعيد أن هناك خوف اتحادي من هزيمة جديدة من الأهلي الجار والمنافس التقليدي قد تشعل كل الملفات وتذهب بالوعود أدراج الرياح خاصةً وأن الاتحاد لم يحقق أي انتصار منذ قدوم بيتوركا المدرب صاحب السمعة والصيت وهذا في حد ذاته يشكل ضغطًا كبيرًا على الجهاز الفني واللاعبين في سبيل الخروج من هذه الأزمة على صعيد النتائج ..
ـ على الصعيد الجماهيري بدأ الطرفان في وسائل التواصل الاجتماعي بث رسائل موجهة لعلها تجد صدى وتأثيرا لدى المعسكرين والبعض أخذ في استجرار التاريخ ونتائج مباريات الفريقين والإحصائيات ، وإذا ما أتينا للمنطق فإن آخر الديربيات التي جمعت الفريقين في السنوات الأخيرة على المستوى المحلي والآسيوي كانت الغلبة فيها للأهلي وهذا لا يعني التسليم بتفوق الأهلي فمثل هذه المباريات يشكل العامل المعنوي جانبًا مهمًا وربما يكون الاتحاد في أفضل حالاته ويعكس كل التوقعات وهو ما يفسر حالة الهدوء التي يسير عليها فريق الأهلي صاحب المركز الثاني حتى الآن في سلم الترتيب والفريق الذي لم يخسر حتى هذه الجولة ولم يخرج من دائرة المنافسة بانتصاراته ونتائجه الإيجابية تحت قيادة مدربه المتميز كريستيان جروس الرجل الواقعي الذي استفاد من الإمكانات العناصرية الموجودة لديه وصنع توليفة مثمرة منسجمة ، ولكن هناك عبارة واضحة يجب أن يستوعبها لاعبو الأهلي إذا ما أرادوا الاستمرار في هذه مسيرة الانتصارات هو أن دخولهم للمباراة بثقة زائدة سيعيدهم للمربع الأول في البحث مجددًا عن الثقة ..
ـ هل مصطلح ما يسمى بـ ( الطقطقة ) الذي استشرى بين جماهير النصر والهلال انتقل لمسرح جماهير الأهلي والاتحاد فهناك كمية من الرسائل السلبية الموجهة تفوق بكثير رسائل التحفيز الإيجابية وجدت طريقها بسهولة في المعسكرين ويتفاعل معها أنصار الناديين أما رسالتي فهي أن يبتعد الطرفان عن التعصب وأن يدركوا أن الدقائق التسعين هي دقائق للمتعة الكروية المنتظرة وبعدها يحتفل المنتصر بانتصاره دون الإساءة للطرف الآخر الذي يجب في المقابل أن يعيد حساباته ويقيم جسر التهيئة من جديد من أجل المنافسات المقبلة أما التعادل فهو النتيجة التي ربما لا ترضي الطرفين لكنها تعد حلا بديلا للهزيمة..
ـ فنيا الأهلي هو الأفضل واستقراره جعله يدخل لقاء التحدي بمعنويات مرتفعة برغبة مواصلة التفوق والانتصارات على منافسه فيما يرغب الاتحاد في إلحاق الخسارة الأولى بجاره وإيقاف انطلاقته في المنافسة على الصدارة وفي النهاية المباراة ليست أكثر من ثلاث نقاط ومشوار الدوري تبقى عليه دور كامل يحصل فيه متغيرات كثيرة ونتائج متناقضة ..