وقعت السقيفة على رأس الضعيفة
مثل ينطبق على حالنا بعد خسارة كأس الخليج وما أعقب هذه الخسارة من تجاذبات إعلامية واتهامات ألقيت جزافًا باتجاه اتحاد الكرة والقائمين على المنتخب وكأنهم هم فقط من يتحمل هذه الخسارة المؤلمة بل أن هناك من ذهب إلى إقالة اتحاد الكرة المنتخب ومحاسبته من قبل الجمعية العمومية التي لو سلمنا بضعف اتحاد الكرة لسلمنا أكثر بأنها الحلقة الأضعف لعدم قدرتها في الأصل على امتلاك مقومات الانعقاد ومواجهة اتحاد الكرة بأخطائه، أي أننا سنبدأ في الدوران من جديد في حلقة مفرغة الكل فيها يشعر بأنه على حق والآخر على خطأ ولن تنتهي التكتلات والاجتماعات إلا بمحاولة تقويض أركان اتحاد الكرة وإفشال كل مخططاته وأدوات عمله والإتيان باتحاد جديد يسير وفق أهوائهم بغض النظر عن مصلحة الكرة السعودية أو مسألة عودتها إلى واجهة البطولات فذلك الأمر يأتي ثانيًا في سلم اهتماماتهم، وأصبحت النظرة السائدة الأندية أولا ومصالحها ثم المنتخب، ويبدو أن هناك من كان ينتظر لحظة سقوط المنتخب ليعمل على أجندة منسقة ويطوف القنوات وبرامج الفضائيات ليقنعنا أن اتحاد الكرة هو السبب الوحيد للإخفاق وأنه مقبل على إخفاق جديد عقب أربعين يومًا تقريبًا في كأس آسيا في استراليا وليت هؤلاء قبل أن يقفزوا فوق أسوار الحقيقة الغائبة أن يسألوا أنفسهم هل كان اتحاد الكرة مثلاً سببًا في إخفاق الهلال في الآسيوية وخسارته من سيدني الأسترالي الضعيف قبل أسبوعين وهل كانوا يريدون من أحمد عيد والدكتور عبدالرزاق أبوداود أن يشاركا بدلا من ناصر الشمراني أو سالم الدوسري أو وليد عبدالله والزوري في المستطيل الأخضر ويحميان شباك المنتخب أو يحرزان سيل فرصه المهدرة، وتناسوا في حفلة (تصفية الحسابات) أنهم أيضًا جزء من الإخفاق وأقصد الأندية التي عملت في الفترة الماضية على زعزعة العمل داخل اتحاد الكرة والضغط عليه في كل الاتجاهات بل أن الرئيس العام لرعاية الشباب نفسه لم ينتظر حتى نهاية كأس الخليج ليبوح بما في داخله وفضل أن يلقي محاضرته على الملأ من الأشقاء الخليجيين وفي قنواتهم بالتشكيك في ميزانية اتحاد الكرة وقدراته وإمكانياته، فأي مستقبل تريدونه للكرة السعودية طالما نتابع هذه الحملة الشعواء التي تشن باتجاه واحد ودون مبررات عملية أو حلول مستقبلية؟ وهل المنظرون سواءً من مسئولي الأندية أو الإعلام خرجوا لتأكيد مصلحة الوطن وقالوا أننا سنجلس مع اتحاد الكرة لمناقشة السلبيات والإيجابيات ونعمل صفًا واحدًا من أجل المنتخب من منطلق العمل التكاملي بين الأندية والاتحاد وقبل الاستحقاق الآسيوي أم أنهم استثمروا الفرصة للانقضاض على (اتحاد منتخب) وتعييره بالإخفاقات وكأنهم بريئون منها؟
ـ كلنا نتفق على أن لوبيز ليس المدرب المناسب للمنتخب وأن خطوة الحسم نحو الكأس كشفته للملأ عندما احتفظ بأهم ورقة رابحة لديه وهو اللاعب تيسير الجاسم والذي كان يعتمد عليه كثيرًا في المباريات السابقة في البطولة وأنه أخطأ في التمسك بناصر الشمراني مهاجمًا وحيدًا وأساسيًا وهو الذي يغيب عن مستواه منذ نهائي سيدني الشهير وإذا لمنا اتحاد الكرة في التمسك بلوبيز فإننا في نفس الطريق نلوم الأندية في التغيير الدائم لأجهزتها الفنية بسبب انكساراتها وانعكاس هذه التغييرات على الجاهزية الفنية للعناصر الدولية المختارة للمنتخب، لنكن منصفين حتى في هذا المحور المهم في استراتيجية إعداد لاعب المنتخب.
ـ ثم إنني لو سرت معهم في نفس الاتجاه وطالبت باستقالة رئيس الاتحاد فمن ترى سيخلفه وماذا سيفعل وهل يملك عصًا سحرية لتحقيق المنجزات في سنة أو سنتين؟ ولماذا لم نصبر وهذا الاتحاد المنتخب لم يمض على انتخابه سوى فترة زمنية قصيرة؟ وهل تريدون مهندسًا زراعيًا أم موظفًا حكوميًا يخلف رجل أمضى سنوات عمره في خدمة الكرة السعودية؟ اسألوا أنفسكم وأجيبوا بكل إنصاف يا من غيبتم الإنصاف وذهبتم للقشور وتركتم لب الحقيقة.
ـ نعم هناك أخطاء في عمل اتحاد الكرة ولكن هناك إيجابيات في المقابل لم تجد نفس الوهج الذي استأثر بالضوء والنقاشات، والدليل أننا حتى بعد كأس الخليج ننظر للمنتخب من خلال الأندية وسنظل إلى أن يقيض الله في بعض مواقع المسؤولية في أنديتنا رجالا يملكون من الحكمة وتغليب مصلحة الوطن الشيء الكثير، وانتظروا فلازال لمسرحية (انكسار المنتخب) بقية ولفصولها أبطال.