هيبة الأخضر .. كيف تعود ؟
**نعم فزنا على اليمن وتصدرنا مجموعتنا وذهبنا للدور نصف النهائي من كأس الخليج ولكن لن تتبدل القناعات لمجرد أننا تخطينا هذه المرحلة فالعاطفة تبقى جانبًا حين يتعلق الحديث بالأخضر وحاضره ومستقبله حيث أن الطموحات تظل أكبر من تجاوز دور أو حتى تحقيق بطولة إقليمية إلى صناعة منتخب قوي قادر على صياغة تاريخ كروي جديد يليق بمكانة هذا البلد وحجم إنجازاته الكروية والرياضية السابقة ، ورغم أنني تطرقت في نفس هذه المساحة إلى أن تحقيق كأس الخليج فيما لو تم سيعيدنا إلى دائرة الأفراح ويحيي في نفوسنا الآمال لأننا سنشعر حينئذ أنها الخطوة الأولى نحو استعادة العرش الكروي المفقود إلا أن صناعة منتخب النجوم الذي يحاكي أجيال الذهب الماضية لن تكون مهمة سهلة لا على لوبيز ولا على أي جهاز فني يدير دفة المنتخب وهي سلسلة طويلة من البناء والإعداد والصبر لذا فإن كأس الخليج الحالية ربما تكون مفتاحًا لبناء جسر الثقة مع الجماهير والإعلام وتحديًا خاصًا لإثبات الوجود والقدرة على النهوض من كبوة الإخفاقات بشرط أن تتضافر الجهود ويعمل كل مسئول على خدمة رياضة وطنه بإخلاص وتفان بعيدًا عن الصراعات وتبادل الاتهامات ، لقد مل الشارع الرياضي السعودي من حجم الانتقادات اليومية المتكررة تارةً لاتحاد الكرة وأخرى للوبيز وجهازه الفني وللاعبين وإمكانياتهم حتى وصلنا إلى التشاؤم من عدم القدرة على تحقيق أي إنجاز في الوقت الراهن وهذا التشاؤم ألقى بظلاله على جماهير الكرة السعودية التي لم تعد تثق بمنتخبها كسابق عهدها وكانت رسالتها واضحة بالغياب عن دورها المعتاد قبل مباراة البحرين إلا أن الفوز وحده أعادها بالتدريج للمدرجات وهذا هو مربط الفرس فحضرت بكثافة لا بأس بها أمام اليمن وأجزم بأنها ستكون في الموعد في الدور نصف النهائي لدعم حظوظ الأخضر من أجل الوصول للنهائي فالانتصارات واستشعار المسئولية هما العاملان المهمان اللذان سيصعدان بقيمة المنتخب الذي يجتمع حوله الأضداد حتى وإن تنازعت الألوان وغلبت شعارات الأندية في وقت من الأوقات فلا بد من أن يتناسى ( النادويون ) أنديتهم ويقفوا صفاً واحدًا خلف الأخضر وليعودوا بذاكرتهم إلى الوراء حين كان المنتخب أولا في مقدمة الاهتمامات ثم الأندية وكيف كانت القلوب تتوحد حول الأخضر رغم أن مشهد صراعات الأندية حينها كان حاضرًا أيضًا ..
** انتقدنا لوبيز كثيرًا بل وطالبنا بإبعاده لكن يمكننا تأجيل الخوض في هذا الملف إلى أن تتجلى أمامنا صورة الأخضر في ختام الموقف وتناسينا أنه أيضًا يعمل لتحقيق إنجاز شخصي يسجل له في تحقيق بعض الآمال والطموحات والوصول للمنجزات بأدواته الموجودة لديه ، نعم له أخطاء سبق وأن تم تناولها في اختلاف التشكيل والتكتيك وهو كأي مدرب لديه منهج وعمل سيتم تقييمه في نهاية المشوار وهذا مهم لكن الأهم في هذه المرحلة هو دعم المنتخب لعل وعسى أن تفلح مساعيه في الوصول إلى مبتغاه الذي يتناغم مع حاجتنا لمنجز يروي عطش السنين ..
** من المؤكد أن بعض المنتخبات الخليجية التي تتنافس معنا على لقب كأس الخليج وستذهب مع منتخبنا إلى منافسات كأس آسيا في استراليا قد تطورت ونجحت في تغيير صورتها إلى الأفضل وهي تسعى كذلك لإثبات قوتها وجدارتها وعلو كعبها وسأضرب مثالاً بالمنتخب الإماراتي صاحب لقب النسخة الماضية من كأس الخليج ومنتخبات الكويت والعراق وقطر ، وتعرف هذه المنتخبات أن عودة الأخضر إلى سابق عهده يشكل خطرًا على طموحاتها وربما تعيدها تلك الوثبة إلى مرحلة كانت فيها تتهيب من مواجهاتها أمامه ..
** اعتقد لو أن الزمن عاد بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد للوراء لما أدلى بما أدلى به من تصريحات حول اتحاد الكرة على الأقل في هذا الوقت الذي تستضيف فيه بلادنا الأشقاء في الخليج ولما أفرزته هذه الأحاديث من تعليقات وتناولات معظمها يصف علاقة اتحاد الكرة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بالعلاقة الفاترة أو المتوترة فيما وجدت القنوات الخليجية مادة دسمة للإثارة واستطاعت تحويلها إلى مادة إعلامية يتكرر النقاش حولها كل ليلة ، فمن الخطأ الحديث عن ديون لا يتحملها اتحاد الكرة المنتخب وحده ومن الخطأ النيل من الثقة التي منحت لهذا الاتحاد فهو إن لم يجد الدعم في وقت مضى فقد كان ينتظر الصمت على الأقل في هذه المرحلة بدلاً من فرد العضلات واستعراض القوة !!
** خطوة الأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض وزيارته لمقر الوفود ووسائل الإعلام وبرنامج المجلس تؤكد ما يملكه من حنكة ومسئولية واستشعار لمهامه كمسئول وحرص على إنجاح هذا التجمع الخليجي وتعزيز قيم المحبة والأخوة بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي ..