تصدير ثقافة قلة الأدب
ـ ربما تمر الساحة الرياضية السعودية بمرحلة هي الأسوأ في التعاطي مع الأحداث والإنقلاب على المباديء والقيم والروح الرياضية وامتد الصخب من المدرجات إلى ميادين المباريات ومقرات الأندية، وأصبح بعض مسؤولي الأندية يسارعون للإساءة للمنافسين دون وازع من دين أو أخلاق أو قيم وانساق اللاعبون في هذا الاتجاه لنشاهد كيف يوجه لاعبًا مثل نايف هزازي أحد نجوم الصف الأول قي كرتنا السعودية أفزع السباب لحكام مباراة فريقه أمام الرائد ويأتي بعد ذلك المهاجم الفذ ناصر الشمراني ويسيء إلى ضيوف هذا البلد بالبصق والشتائم ومحلياً قيام بعض الإداريين بالإدلاء بأحاديث وتصريحات مخجلة ومسيئة وتصرفات لا تدل على تمتع المسؤول بالحكمة والمسؤولية والرزانة كما سبق وأن تناولنا حديث الحميداني وتصرف البلوي حامد ودخول لاعب الاتحاد مختار فلاتة لمعسكر المنتخب بملابس يخجل الشخص أن يجلس بها في منزله فما بالكم باستعراضها أمام وسائل الإعلام والجماهير التي تتابع مثل هؤلاء النجوم والقائمة تطول من الممارسات التي باتت تعرض على مسرحنا الذي يشاهده ملايين المتابعين ، والأدهى والأمر أنه في خضم عرض هذه المهازل نبحث عمن يردع هذه التصرفات ولا يسمح لها بالتمدد ويجعلها عرضة للانحسار فلا نجد ، الكل يراقب بصمت دون تدخل ملموس وقوي وحازم ، ما الذي يمنع من الاجتماع مع رؤساء الأندية الممتازة واستعادة كل المشاهد السلبية وتناولها بشفافية والتحذير من أي ممارسة مستقبلية خارجة عن الذوق وعن المباديء والأخلاق والتنبيه على لاعبي الأندية ومسؤوليها بأن مصير أي خروج عن النص هو الإيقاف أو الإبعاد حتى يكون عبرة لمن يعتبر
ـ وطننا الذي ينعم بفضل الله بالأمن والأمان ينتظر من أبناء هذا الوطن تعزيز اللحمة والابتعاد عن الزلل وعما يثير الجماهير ويخرجها عن نمط التشجيع الرياضي المثالي ولكن ما ألاحظه ولاحظه غيري من متابعي رياضة الوطن أن درجة المسؤولية قد تقلصت لدى بعض من يتقلد المناصب وأصبحنا نألف هذه المشاهد ونتفاعل معها وزادت البرامج الرياضية من درجة غليانها والضحية هي الجماهير والمنافسة الشريفة ، لدرجة أن كثيرًا من العقلاء والمهتمين بالرياضة فضلوا الانسحاب والابتعاد عن هذا الوسط المحموم والمليء بالمشاكل لقناعتهم بأن من يتواجد في الساحة الآن أغلبهم من الباحثين عن الأضواء والشهرة وليس لهم علاقة بكرة القدم ولا عالمها الجميل الذي كانوا يستمتعون به في السابق ..
ـ أعجبني القرار التربوي الذي اتخذته إدارة المنتخب تجاه اللاعب مختار فلاتة وسرعة اتخاذه وأجزم بأن لغة الحزم تلك ستنعكس بصورة إيجابية على حالة الانضباط المأمولة في المنتخب وبالتالي التركيز الذهني على الجد والاجتهاد لبلوغ المنجز سواءً كان كأس الخليج أو كأس آسيا ، ثم أن الهدف من مثل هذه القرارات التربوية هو إيجاد قيمة معنوية للاعب السعودي الذي يمثل وطنه ويجب أن يظهر بالمظهر الملائم الذي لا يخدش الحياء ويجعله عرضة للنقد والسخرية وإعطاء الانطباع السلبي عنه لدى الآخرين خارج وداخل هذا البلد ..
ـ لا أدري هل ما يشاع عن اللجان المنظمة لكأس الخليج وما يدور بداخلها من مواجهات وتصفية حسابات صحيح أم لا ولكن سأنظر لانعكاسات العمل في الميدان وانطباع الضيوف والأهم لدي هو ما الذي سيقدمه منتخبنا في هذه البطولة أم أن الأجواء الرياضية القريبة والاحباطات ستنعكس سلبًا على تلك المشاركة مع العلم أن سمعة كرتنا باتت على المحك في هذه البطولة وفي غيرها من البطولات لأننا أصبحنا نعيش على المجد الرياضي الغابر والذكريات الجميلة ونحن بحاجة لأي منجز كروي يشعرنا بأننا على الأقل نتلمس طريقنا للعودة وخطواتنا للتصحيح ..
ـ في مجمل الكلام كانت الكرة السعودية والرياضة السعودية عمومًا في السابق تزخر بشخصيات وافرة لديها من الحس الوطني والحكمة والرصانة الشيء الكثير بعضهم فارقوا هذه الحياة والبعض منهم ممن هو على قيد الحياة آثر عدم التعامل المباشر مع الساحة في هذا الوقت والأسباب لا تحتاج إلى تفصيل وشرح .. فقط شاهدوا برامجنا وإعلامنا لتعرفوا الحقيقة المرة داخل أسوار أنديتنا وكيف يتعامل المسؤول ، ولماذا يصر اللاعب على تصدير ثقافة قلة الأدب ، وإذا كان النجم سلوكياته هكذا فما الذي نأمله من الجيل القادم ؟!