الإبعاد هو الحل
لا أظن بأن محمد الحميداني نائب رئيس مجلس إدارة الهلال بحاجة للبقاء في دائرة العمل الرسمي بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها بعبارته الملغومة والمتفجرة مع الجماهير ثم اعترافه الصريح بخطئه لأنه جعل الوسط الرياضي والجماهير بمختلف ميولها بما فيها الهلالية في حالة غليان وصدمة من تأثير اللهجة الحادة والعدائية التي باتت تغزو الوسط الرياضي وتؤثر على طبيعة المنافسة بين الأندية، وخوفا من تزايد نسبة الاحتقان في الوسط الرياضي واشتعال المدرجات وخشية حدوث ما لا يحمد عقباه كان يفترض اتخاذ عقوبات مباشرة من المرجعية الرياضية العليا مباشرة أو لجنة الانضباط بالإبعاد والغرامة أو بهما معا بحسب اللائحة والتعامل مع هذه الحالات وغيرها من الحالات المشابهة بمبدأ الاجتثاث المباشر لكون مثل هذه الأحداث تسهم في الفوضى والاصطدام الجماهيري في وقت نبحث فيه كرياضيين أن تكون الرياضة معول بناء لا هدم وأداة تطور لا فوضى وتهور.
ـ لقد وقع الفأس في الرأس وبات ما كنا نحذر منه حقيقة دامغة تتناولها وسائل الإعلام صباح مساء وتلوكها جماهير الكرة والرياضة في مجالسها وأصبح بعض من يأتي للعمل في الحقل الرياضي الرسمي في الأندية لا يخشى العقوبة فأساء التعامل مع مكانته، وليس الحميداني وحده في هذا الفلك بل آخرين لا تستطيع التفريق بينهم وبين رجل الشارع الرياضي المتعصب لناديه الذي لا يرى سوى مصلحة ناديه ومن بعدها الطوفان، والآن نكررها علنًا على رؤوس الأشهاد بأن مشاهد التعصب والاحتقان ستتزايد ما لم تجد قرارات ردع صارمة تأخذ على يد كل من يسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إشعال فتيل الصدام الجماهيري فكيف تصبح الرياضة عاملاً بناءً مساعدًا على زيادة اللحمة لا الفرقة وفي كل يوم يخرج نموذج يسيء لرسالتها ومبادئها أيا كان انتماؤه.
ـ ليت الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بعد أن وجه لجنة الانضباط بالتحقيق في حادثة الحميداني واتخاذ العقوبات الرادعة تجاهها أن يشمل بهذا التوجيه أيضا مشرف كرة نادي الاتحاد حامد البلوي الذي أظهرت قناة العربية تصرفًا مسيئًا له عقب لقاء فريقه الأخير أمام النصر لتصفو المنافسة الشريفة وتسمو بأهدافها وكلنا نتذكر كيف كان فقيد الرياضة والرياضيين الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) يتعامل بحزم مباشر مع هذه الحالات ولا يتوانى في أقصر وقت في اتخاذ القرار الصارم الحازم تجاه كل مسيء حتى أن قراراته طالت نجومًا كبار لهم تاريخهم الكروي ومدربين ورؤساء أندية وإداريين فكان لكرة القدم وطبيعة منافساتها حينئذٍ هيبتها ومكانتها، وربما الآن اختلفت طبيعة العمل والقوانين وأعطي اتحاد الكرة صلاحيات كاملة كجهة مستقلة تبت في كل ما له علاقة بمنافسات كرة القدم إلا أن ذلك في الوقت الحاضر لا يعفي القيادة الرياضية من الاطلاع بدورها للحفاظ على استقرار الوسط الرياضي وحيويته وإبعاده عن لغة الشتائم والسباب وكل ما يسهم في توتر العلاقة بين شرائح الجماهير الرياضية ومسئولي الأندية ومساعدة اتحاد الكرة كجهة منظمة للمسابقات الكروية السعودية على أداء دوره كما يجب وإنجاح هذه المسابقات.
ـ أتمنى ألا يكون تصرف نائب رئيس الهلال الفردي قد ألقى بظلاله على استعدادات الهلاليين لمجابهة سيدني من أجل إعادة الكرة السعودية إلى واجهة المنجزات وأعجبني في هذا الصدد ردة فعل عقلاء هلاليين لهم مكانتهم في إنكار هذا التصرف، ومن وجهة نظر خاصة فإن الهلال وهو يستعد لهذا التحدي الكبير لديه من الدعائم ما يستطيع من خلالها الوصول إلى هدفه من حيوية لاعبين ودعم جماهيري هلالي منتظر، أما جماهير الأندية الأخرى فقد أضحت بمعزل عن الحدث وعن مساندة الهلال بسبب تناولات إعلامية وتصرفات فردية أزمت العلاقة إلا أن تحقيق الهلال لدوري أبطال آسيا والوصول إلى بطولة العالم للأندية سيعيد تشكيل مفاهيم جديدة في التعامل مع الأندية الأخرى والمنافسين إما للأفضل أو للأسوأ.