فخامة جمهور الأهلي .. إدارة من المدرج
ـ لا أبالغ إذا ذهبت للتأكيد على أن جماهير الأهلي كان لها اليد الطولى في استمالة عقد الخطوط القطرية الذي يعد أكبر عقد في تاريخ الأندية السعودية من حيث القيمة والمكانة للطرفين الشريكين ، فهذه الجماهير التي قادت ناديها لتحقيق البطولات والكؤوس بحماسها وتحفيزها الدائم للاعبين رغم العثرات والإحباطات في ماضي السنوات هي نفسها اليوم التي تقدم أبهى العروض وأجمل مناظر التشجيع والدفع المعنوي وأجمل اللوحات الجماهيرية مستلهمةً عروضها من وحي التاريخ ومن وحي ارتباطها وعشقها لناديها وهي بهذا الجمال ترسخ لوعي جماهيري ودروس عملية بدأ الآخرون في السير على نهجها ، وما شاهدته من جماهير الأهلي سواءً في مباراة النصر الأخيرة في ملعب الجوهرة والمباريات الماضية لم أشاهده صراحةً في أي من أنديتنا الجماهيرية الأخرى بل أن الأندية المنافسة اعترفت بأن مدرج الأهلي الكبير والمثير لا ينافس إلا نفسه ، ثم أتى الاعتراف من خارج الحدود ومن قبل وفد شركة الخطوط القطرية الراعي الجديد للنادي بأنهم لم يتوقعوا نصف ما رأوه من إبداع وتنظيم وجماهيرية طاغية وأنهم باتوا محظوظين بالشراكة الاستراتيجية مع هذا الكيان الكبير ، وهذا الحديث يؤكد ما ذهبت إليه في المقال الأخير بأن ( القطرية ) لم تتجه للأهلي من أجل تاريخه البطولي فقط بل لجمال مدرجه واتساع رقعة جماهيريته في كل أنحاء الوطن ومثل هذه الشركات الكبيرة لا تقدم على خطوة تحالف استراتيجي دون دراسة جدوى وبحث واستقصاء لفترة طويلة قبل أن تقرر اختيار الأهلي لترعاه على غرار ما فعلت مع برشلونة ..
ـ الكاتب الجميل صالج الشيحي في مقاله بصحيفة الوطن والذي عنونه بـ ( شجعوا الأهلي ) ذكر أن هناك سمات خاصة بالأهلاويين لا تتوفر في غيرهم وأفاض في تناول إيجابيات العلاقة الفريدة التي تجمع الأهلي بأنصاره لذا فهو عندما دعا قرائه ومتابعي عموده اليومي إلى تشجيع الأهلي كان يعني كل كلمة ذكرها في هذا الإطار من واقع متابعة والتصاق بالشأن الرياضي كما هو الحال مع شئون المجتمع الأخرى التي اعتاد تناولها ومن يتحدث مع الزميل صالح يشعر بمدى ما يملكه من خلفية كاملة عن ما يدور في الوسط الرياضي وفي دهاليز الأندية ومنافساتها ، أي أنه لم يكن رأيًا مجردًا من المتابعة الدقيقة للسباق الرياضي والكروي بشكل خاص نحو مرابع التفوق بل رأيًا مبنيًا على حقائق وبراهين دامغة على أفضلية هذا النادي وأن الحظ والظروف الأخرى لم تساعده على بلوغ مراميه وطموحاته خاصةً على المستوى القاري ورغم ذلك فإن جماهيره تظل رغم الكبوات جماهير محبة لناديها متسامحة مع عثراته ..
ـ شواهد كثيرة بعضها عايشتها بنفسي لشهادات على تميز جمهور الأهلي منها ما لوحظ على ضيوف البطولة الآسيوية لكرة اليد التي استضافها الأهلي منذ سنوات وحقق بطولتها من إندهاش وكيف أن هؤلاء الضيوف اعترفوا بأن البطولات الآسيوية التي نظمت في السابق لم تشهد مثل هذا الجمهور الكثيف ومثل هذا الجمال في التشجيع ومثل هذا الأمر حدث في الكثير من البطولات التي استضافها الأهلي ودليل آخر أسوقه هنا يتمثل في حرص مسئولي منتخبات معظم الألعاب على دعوة رابطة وجماهير الأهلي لمساندة المنتخبات السعودية في مهامها الرياضية والوطنية بل تعدى الأمر لأن تتولى رابطة الأهلي رئاسة روابط جماهير الأندية الأخرى في عدة مشاركات بالإضافة إلى مبادرات جماهير الأهلي الفريدة في مساعدة فريق كرة القدم على تحقيق الألقاب وبقية الألعاب على حصاد الذهب ، وربما أن هناك من يرفض تضخيم دور الجمهور وما يقوم به من مهام إلا أنه في حالة جمهور الأهلي الاستثنائي يمكن مخالفة القاعدة أو النظرية التي تؤمن بهذا التوجه ..
ـ لقد بات أنصار الأندية الأخرى ومسئوليها يعترفون سرًا وجهارًا بتفوق جماهير الأهلي على جماهيرهم بل وبدورها المحوري في القفز بناديها فوق أشواك ظروفه وبجماليات تشجيعها وأمام هذا الاعتراف الجماعي بجمال هذا المدرج نسأل ما إذا كان لجنة الانضباط التي خالفت ذائقة العامة وانهالت بسياط عقوباتها في الفترة الماضية على هذا المدرج الجميل لا زالت لا تؤمن برسالة أن الكرة باتت صناعة بضاعتها الجمهور
ـ لم يكن حديث الأمير عبدالله الفيصل قبل سنوات طويلة عن جمهور الأهلي عندما ذكر بأنه إذا تخلى هذا الجمهور عن ناديه ( طاح ) سوى حديث واقعي أثبتته الأيام والسنين والبطولات والمنجزات .. فجمهور بهذه الفخامة يستطيع أن يواصل تميزه في أداء رسالته ويدير ناديه من المدرج