قصة سعيد ووعيد (الاحتراف) الشديد
قصة سعيد المولد لا تعدو كونها أحد مشاهد ضعف الثقافة الاحترافية التي تعاني منها الأندية ولاعبوها وانسحب ذلك على الشارع الرياضي السعودي الذي لم يعد يهتم سوى بنتائج الجدل الإعلامي والصراع بين الأقطاب والمصيبة الأكبر أن من الإعلاميين من ارتضى على نفسه تغييب الحقيقة وهو يدرك أن ناديه الذي يميل إليه وناضل من أجله ارتكب أخطاء فادحة في تعاقد خائب لم يبن على أسس قانونية.
ـ ربما أفهم أن الإدارة الاتحادية تسعى لإثبات صحة موقفها من التعاقد مع اللاعب سعيد المولد رغم تجاوزات المفاوضات مع لاعب أثناء وجوده في مهمة وطنية مع المنتخب وإيكال عملية التواصل معه لأحد لاعبي الاتحاد القريبين لسعيد المولد والتفاوض قبل دخول اللاعب الفترة الحرة وإيهامه بعقد أكبر ومزايا مالية مع أننا نعرف جميعًا حال الإدارة الاتحادية وعدم قدرتها في الأساس في الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه لاعبي فريقها الكروي، وتلك جميعها مخالفات تعاقب عليها لجنة الاحتراف التي لا أظن أنها ستدير ظهرها لمثل هذه التجاوزات من أجل ردع المخالفين ثم إعطاء الدرس والعظة والعبرة من أجل ممارسة احترافية سليمة في المستقبل عند التعاملات بين الأندية، ثم أن الأهلي الذي وزع لاعبيه على جميع الأندية لن يبخل على الاتحاد وغيره من الأندية بمن يرى أنه لا يجد مكانًا في الأهلي أيا كان هذا اللاعب ولكن هناك اعتبارات وقيم يسعى الأهلاويون لترسيخها في الوقت المناسب لكل من ينتظر نهاية المشهد الدرامي الاحترافي.
ـ أما الذي لم أفهمه بعد فهو الركض الإعلامي المستمر للمزيني وكيل أعمال اللاعب فهو يتنقل بين وسائل الإعلام بسرعة فائقة ويناضل من أجل إثبات صحة تعاقد الاتحاد مع اللاعب وما أعرفه أن الإغراءات المالية التي تمنحها بعض إدارات الأندية لوكلاء أعمال اللاعبين لها أكبر الأثر في أن يناضل وكيل أعمال عن موقف إدارة دون أخرى حتى لو كان الحق واضحًا وجليًا، فتارةً يتحول إلى مصلح ديني ويتهم إدارة الأهلي ويقول بأن ما تفعله (حرام) وتارةً يحمل سلسلة اتهاماته لوالد اللاعب ولا أدري هل تجيز لجنة الاحتراف مثل هذه التصرفات من وكلاء أعمال اللاعبين قبل أو عند إبرام العقود وهل تمنح الحق لهؤلاء الحق لاتخاذ وسائل الإعلام سبيلاً للهجوم على إدارات الأندية وأطراف العملية التعاقدية، فالمواقف السابقة للدكتور عبدالله البرقان تثبت أن الرجل لا يرضى بمثل هذه التصرفات وسيعاقب عليها بنص القانون ولا أظن أن بارباع وإدارة الأهلي سيغفلان عن حق الأهلي في إعداد ملف متكامل بهذه التجاوزات.
ـ لقد شعر سعيد المولد بحجم الخطأ وعرف أنه أقدم على خطوة غير محسوبة وأصبح مستقبل حقوقه المادية في خطر وربما أن هناك من أنذره وحذره من السير في هذا الطريق والتجارب ماثلة أمامه، ولعل ضعف خبرته وصغر سنه والتغرير به من قبل أصحاب الأهواء والميول وإيهامه بعقد خيالي قاده إلى إجراء يتحمل بلاشك تبعاته ولكن أن تعود عن الخطأ أفضل من الاستمرار فيه وهو ما سيجنبه مخاطر أكبر في المستقبل، وأنا هنا لا أتحدث عن إمكانيات لاعب بل عن ترسيخ مفهوم الاحتراف الحقيقي في التعاملات بين الأندية وبعضها وسلسلة الأطراف في التعاقدات كوكلاء الأعمال واللاعبين أنفسهم ولجنة الاحتراف، أما مستوى اللاعب وإمكاناته فبإمكانكم العودة للانقسامات الجماهيرية حول مستواه قبل شهر أو أكثر مع عدم الانتقاص من حق اللاعب الذي تلقى إشادة مدرب المنتخب في وقت سابق وإشادة بعض المدربين.
ـ إذا كانت لجنة الاحتراف تريد ممارسة سليمة في إتمام كل عملية تعاقدية فعليها بحملة توعية شاملة لكل الأندية ووكلاء اللاعبين واللاعبين أنفسهم وإشعار جميع هذه الأطراف بالالتزام ببنود الاحتراف علاوةً على عقاب كل من يسيء لطرف لحساب طرف آخر في وقت كنا ننتظر فيه أن يكون جوهر العملية الاحترافية هو الممارسة الصحيحة في اختيار الوقت والزمان المناسب لإجراءات التعاقد والتعامل الإعلامي الرصين مع التعاقدات أيا كان أطرافها.