العمري (مضغوط)
إذا كنا بانتظار كلاسيكو الكرة السعودية الذي سيجمع الأهلي بالهلال الأحد المقبل بدوافع المتعة الكروية والأداء المهاري والتكتيكي فإننا لم نكن ننتظر من إدارة الهلال وهي التي طالبت أيضًا مع إدارة النصر بزيادة عدد أطقم الحكام الأجانب وهو القرار الذي تفاعل معه اتحاد الكرة مباشرة أن تستهل مبادرتها في أولى مواجهات الكبار بعدم المطالبة بما يترجم تلك المبادرة بخطاب رسمي في الوقت المحدد والمبكر حسب اللوائح واكتفت الإدارة حينها بإعلان رغبتها بإسناد المباراة لحكام أجانب لمجرد تهدئة الشارع الرياضي المطالب بصافرة أجنبية لمثل هذه المباريات من أجل البعد عن الضغوط وتفرغ عناصر الفريقين لتقديم كل ما لديهم من إمكانيات ووسط الترقب من معسكري الناديين وجماهيرهما جاء الإعلان المفاجئ عن إسناد قيادة هذه المباراة للحكم عبدالرحمن العمري ومع هذا القرار تزايدت حدة الضغوط ما بين طرح إعلامي وتغريدات في وسائل التواصل الاجتماعي تفرض الوصاية على الحكم وطاقمه وتحذره من مغبة الإضرار بالهلال من أجل حساسية المنافسة، وتساءلت حينها: أين الأهلي ؟ وهل تم تصفيته من قائمة المنافسين؟ أم أن هناك من يريد أن يدير بوصلة الأقطاب الكروية باتجاه معين وإلغاء ملامح تفوق أي طرف قادم للدخول في السباق وهناك سبل عدة لممارسة الضغوط ومنها الجانب التحكيمي الذي يمكنه الوصول بالمباراة إلى بر الأمان أو استنساخ صورة جديدة من مسلسل (الأخطاء التحكيمية) الموجعة والمؤثرة .
ـ عبدالرحمن العمري ليس بجديد لا على الأهلي ولا على الهلال ولكنه يحمل في سجلات قيادته التحكيمية وقائع تدينه في إضراره بالأهلي أمام جاره الاتحاد الموسم الماضي بعد أن ألحقت الجماهير الاتحادية الضرر بسيارته بعد مباراة قادها للاتحاد سبقت مباراة الأهلي، وحجم التأثير هنا يتضح في محاولته الابتعاد عن تكرار ما حدث ولكن الضحية هو طرف منافس فالتهبت التصريحات حينها وثارت ثائرة الجماهير على الحكم فكيف يتم إسناد مباراة مصيرية مهمة في مطلع الدوري طرفيها الأهلي والهلال مجددا للحكم وماذا سيفعل أمام الضغوطات الإعلامية والجماهيرية وهل نتوقع نجاحه في ظل موجة الهجوم المركز وتبادل الأدوار من أجل تنبيهه ليحسب حسابات أخرى من شأنها تحديد مستقبله التحكيمي ومشواره الرياضي ..
ـ أنا شخصيا ضد ما يمارس من ضغوط على التحكيم لأنه دائما عنوان للنزاهة المطلوبة لكن ما نشاهده ونسمع به ونقرأه أمر يدعو للحزن على حال العلاقة بين الإعلام بشقيه المتزن والمتعصب وبين الحكام لأن ما يتبع هذه العلاقة هو أخطاء فادحة يشهد بها المستطيل الأخضر ولست هنا لأسرد وقائع خطيرة أبعدت أندية عن بطولات ومكاسب تستحقها ، ولازلنا ندور في نفس الفلك مع إعلان حكام كل جولة بالهجوم المركز وإرهاب الحكام ثم تنشد عن حال النتائج وطبيعة المنافسة ومن كسب ومن خسر.
ـ عمر المهنا نفسه هو أول من هوجم هذا الموسم بعد تشكيل لجنته دون أن يطاله التغيير وهذا الهجوم وضعه تحت طائلة الضغط مع حكامه وأمام هذا الوعيد والتهديد فلا أظن أنه أو حكامه سيأتون بجديد بل أننا وفي ظل قرار اتحاد الكرة بزيادة أطقم الحكام الأجانب في خمس مباريات لكل ناد شعرت بأن القرار طبيعي جدًا لاهتزاز الثقة بين الأندية والحكام المحليين وأن اتحاد الكرة من أجل تفادي هذا الشعور لدى الحكام أصدرت قرارًا في اتجاه معاكس يرفع مكافآت الحكام وزيادة أجورهم.
ـ في معرض ردي على سؤال لإذاعة يو إف إم حول استحقاق النصر للدوري العام الماضي ومدى تأثير الأخطاء التحكيمية ذكرت أن التأثير وقع على الأندية بنسب متفاوتة وكان من أهم أسباب صدارة النصر مطاردة الهلال وأن الأهلي كان بإمكانه أن يكون طرفا منافسًا للنصر لو لم يتعرض لأخطاء تحكيمية أفقدته خمس عشرة نقطة مع أخطاء فنية فادحة ارتكبها المدير الفني السابق بيريرا وعناصرية تمثلت في إضاعة نقاط سهلة، وهنا يتضح دور التحكيم في تحديد منحى المنافسة ومتى ما شاهدنا صافرة عادلة استمتعنا بكرة جميلة وخرج الكاسب والخاسر راضين والهدف المنشود والرئيسي لأي لقاءات رياضية هو العدالة والإنصاف ليكسب من يكسب بجدارة ويخسر من يخسر أيضًا بجدارة.