تشبيب الأهلي
تخيلوا لو أن خالد بن عبدالله الرجل الذي يميل لمناداته باسمه دون مقدمات وألقاب لم يكن موجودًا في المشهد الأهلاوي في الفترة الماضية لسبب أو لآخر .. هل كان الأهلي قادرًا على الصمود في وجه التحديات وعلى مسار واحد مع الأندية الكبيرة التي تتسابق على عقد الصفقات والتهام كعكة الألقاب والبطولات؟ وهل كان الملكي يستطيع الظفر بصفقات العيار الثقيل من اللاعبين المحليين وينجح في استقطاب كبار المدربين وأفضل الأجانب وأقيس هنا على قائمة من النجوم غير السعوديين الذين برزوا في الأهلي في السنوات الماضية (البرازيليين والعرب)؟ وأتساءل: من كان وراء تفرد الأهلي بأكاديميته ومنشآته العملاقة؟ ومن رسم هذه اللوحة الرياضية الجميلة من المباني والصالات والملاعب والمعسكرات؟ ومن شكل شخصية الأهلي الوقورة ونجوميته في كافة الألعاب حتى أصبحت منجم ذهب؟ إنه الرجل الذي فضل مغادرة منصبه الرسمي لكنه لم ولن يستطيع مغادرة عشقه الأبدي لأن العلاقة بين خالد والأهلي هي علاقة وثيقة واستثنائية لا تتكرر في وسطنا الرياضي، إلا أن خالد ورغم هذا الإرث الهائل قدم للأهلي خدمة رائدة في سلسلة خدماته لهذا النادي عندما أقدم على خطوة (تشبيب) النادي في أهم مفاصله الإدارية والشرفية فتم انتخاب مجلس الإدارة الجديد برئاسة الشاب فهد بن خالد بعد أن تمرس ووصل لسن النضج والخبرة وأسند مع أعضاء الشرف رئاسة المجلس الشرفي لنجل رفيق دربه تركي بن محمد العبدالله الفيصل الذي ما من شك أنه جاء وفي ذهنه حزمةً من الأفكار المثمرة والقرارات المفصلية التي تصب في مصلحة النادي وفي إثراء مسيرته وإرساء شراع التفاؤل في مستقبل الدعم الشرفي، ولا أدل في هذا الإطار من قيامه بدعم النادي في مستهل رئاسته لمجلس أعضاء الشرف بثلاثة ملايين ريال مماثلاً رئيس النادي فهد بن خالد والشرفي الداعم فيصل بن خالد وهما من افتتحا باب الدعم للنادي في عهده الجديد.
ـ أعرف أن الرجل الذي يجمع عليه الأهلاويون والرياضيون على حد سواء يفكر بطريقة ذكية ومختلفة والدليل أن تفرد الأهلي عن بقية الأندية في مشروعاته الرائدة خلال السنوات الماضية أتت من باب الفكر الرياضي والخبرة التي يحملها، وفي نفس المسار أتت القرارات الأخيرة لا شك بأنها امتصت غضب الجماهير من خسارة الفريق الكروي لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الأخير ولكن الجماهير نفسها تتذكر أن الأهلي نال نسختين متتاليتين طرزتا منجزاته وأضيفتا إلى ألقابه الوافرة في عهده وتتذكر أن من أرسى أهلي العهد الجديد هو من يقدم لناديه الصفقة تلو الأخرى من النجوم الواعدين حاليًا في سبيل أن يصبح الأهلي بطلاً لا يشق له غبار كما هي عادته.
ـ أفخر بأنني وفي هذه المساحة أول من طالب بأن تكون إدارة الكرة في أيدي نجوم الأهلي السابقين ممن يملكون الخبرة الإدارية والدراية من خلال مشوارهم التعليمي ومشوارهم الرياضي وحينها ذكرت أن محمد شلية أحد الأسماء التي يمكنها خدمة الأهلي في هذا المجال لمعرفتي بأن لاعب كرة القدم يحتاج إلى إداري قريب من تفكيره يعرف حاجياته وكيفية إعداده قبل المباريات وتوجيهه أثناء الإعداد وكذلك إيصال صوت اللاعبين وتلبية رغباتهم، ويومها تلقيت اتصالاً من الصديق الخلوق محمد الحارثي مشرف كرة القدم السابق معلقًا على ما طرحته وبينت له ما أريد الوصول إليه وفحوى ما كتبته وكان مثاليًا في تقبله للرأي بل وموافقته لي في العديد من الجوانب التي يحتاجها مستقبل الأهلي، وللحق فإن الحارثي ومحمد عسيري وهما تربويان كانا في الفترة الماضية خلف إنجازات الفرق السنية بإسهاماتهما المخلصة وقدما جهدًا يشكران عليه..
ـ الثلاثي (مروان دفتردار وباسم أبوداود ومحمد شلية) يملكون حماسًا طاغيًا لخدمة ناديهم وهم الآن أمام مهمة شائكة تستدعي أن يبدأوا التخطيط لها ورسم معالم الطريق المؤدي للنجاح ، وأول هذه المهام ضرورة إغلاق ملف المدرب في أسرع وقت فمن غير المعقول أن يبرم الأهلي تعاقداته المحلية والخارجية دون أن يكون للمدرب من أمرها حتى العلم بها كما أن على الإدارة وأقصد هنا إدارة النادي تقنين اختيار العناصر المحلية حسب الحاجة فقط فالاختيار الكثيف لعناصر بعضها لا يحتاجها الأهلي والبعض منها إمكاناتها أقل من إمكانات لاعبي الفريق الأولمبي لن يفيد الأهلي في المرحلة المقبلة بل الاختيار المقنن الذي يركز على مواطن الخلل ويدعمه بالعناصر ذات المستوى الملفت يمثل الخطوة الصحيحة بدلاً من تثبيط همم العناصر الواعدة والصاعدة للفريق الأول ..
ـ عض الاتحاديون الآن أصابع الندم على احتضانهم لرئيس الشباب ودعمهم لفريقه في النهائي الأخير أمام الأهلي بعد أن وضعهم في مقاعد غير لائقة وبنسبة محدودة بعيدًا عن واجهة الملعب التي كانت خاوية إلا من أعداد قليلة من الجماهير المتفرقة التي خرجت مبكرًا بعد أن حسم الاتحاد النتيجة بثلاثية متأهلاً لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا وعزز فوزه في الذهاب بانتصار ثمين في الإياب، لقد استخف الاتحاديون بمكانة ناديهم وتاريخه عندما ارتموا في أحضان الآخرين وساندوهم ضد منافسهم التقليدي ولم تكن هذه الخطوة لائقة ولم يفعلها الأهلاويون يومًا ما، وهاهو صديقهم بالأمس أصبح خصمهم اليوم ورد لهم المعروف على طريقته الخاصة.