2014-05-09 | 06:38 مقالات

خليفة بيريرا .. هل يرضي الأهلاويين؟

مشاركة الخبر      

رغم أنني لا أحبذ التغيير المستمر للمدربين وأميل للاستقرار الفني إلا أن بيريرا وقع في جملة من الأخطاء واكبت مسيرته مع الأهلي كان لها أكبر الأثر في الإحباط الذي تولد لديه من النتائج وأسهمت في خيبة الأمل عند المدرج الأهلاوي الذي كان يمني نفسه ببطولة على الأقل هذا الموسم لذا كانت نهاية العلاقة بين بيريرا والأهلي متوقعة أيا كانت تفسيرات وتأويلات مغادرته وأيا كانت معالم قصتها، ولعل البطولة الغالية الأخيرة التي احتضنها ملعب (الجوهرة) في يوم تدشينه كانت فرصة سانحة لبيريرا أن ينسي الجماهير العثرات التي طالت نتائج الفريق في بعض محطات الموسم لاسيما وأن كل علامات تفوق الأهلي على خصمه الشباب كانت واضحة قبل النهائي في ظل وجود اللقاء في جدة وعلى ملعب غص بالجماهير الأهلاوية الكبيرة إلا أن اللاعبين بددوا كل سمات التفوق بغض النظر عن المبررات وأجواء الاستعداد التي لم تكن كما يجب لفريق مقبل على نهائي، ونصل هنا لخلاصة أن الفكر الذي كان يهدف إليه بيريرا في ترسيخه لدى فريق كرة القدم الأول لم يستطع الوصول به إلى درجة مقنعة في ظل حالة عدم الانضباط الفني داخل الميدان والتي شاهدناها في النهائي مع أننا نسلم بأن بيريرا نفسه مدرب كبير وعالمي نجح مع بورتو ولكن لا ننسى أن لاعبي بورتو يختلفون عن لاعبي الأهلي ولاعبي أنديتنا عموماً.

ـ صفحة بيريرا طويت من الأهلي وفتح الأهلاويون صفحة جديدة لمدرب قادم سيبدأ نهجًا آخرًا مع الفريق وربما يحقق النجاح وربما لا وهنا من الأفضل البحث عن مدرب سبق له العمل في الأندية السعودية ونجح في تحقيق النتائج الإيجابية والبطولات مثل جيريتس أو كوزمين أو كارينيو، أما المغامرة باسم جديد فهذا يفتح باب الاحتمالات على مصراعيها لنسب نجاحه مع الأهلي فالملاحظ أن الجماهير الأهلاوية نفد صبرها ولم تعد تحتمل الغياب عن منصات التتويج موسمًا آخر تحت ذريعة الصبر على منهج مدرب أو إستراتيجيته.

ـ الأهلي أمامه الموسم المقبل استحقاقات مهمة وتحد خاص لإثبات أن عثرته هذا الموسم هي بمثابة كبوة جواد، فالفريق الأفضل لا يكسب دائمًا، ولأن التبكير بإنهاء كافة الملفات الفنية والعناصرية يساعد على رسم طريق الإعداد الناجح ومستلزمات الجاهزية الكاملة فإن الأمير فهد بن خالد عليه أن يجتهد في إنهاء كافة هذه الملفات والتعاقدات فهناك دروس مستفادة من الماضي القريب في عملية إنجاز بعض التعاقدات سواءً مع مدربين أو لاعبين أجانب نالها ما نالها من التعقيد ودخول أطراف ومزايدات بسبب عدم الحسم المبكر للصفقات، وأجزم أن الأهلي يحتاج قبل كل شيء وقبل إنجاز تعاقداته العناصرية إلى إنجاز عملية التعاقد مع الجهاز الفني الذي من المهم أن تتم استشارته في الخيارات العناصرية المقبلة وعرض بعض الأسماء التي أثبتت وجودها وفائدتها الفنية عليه لعله يصل إلى الاختيار الأمثل لرباعي مثالي يكون العمود الفقري لفريق قوي مؤهل للمنافسة على كل البطولات الموسم المقبل.

ـ سأخرج من ملف الأهلي إلى ملف الشباب بطل كأس خادم الحرمين الشريفين الذي حقق بطولة مهمة أنقذت موسمه وهو يستحق بجدارة بجهد جهازه الفني بقيادة عمار السويح والجهاز الإداري بقيادة خالد المعجل بينما السبب الرئيس لتفوق الشباب هو ما يجده من دعم من قبل الأمير خالد بن سلطان وأبنائه ووقفتهم المادية والمعنوية الدائمة، وفي الحقيقة كنت أتمنى أن تجد حافلة الشباب عند وصولها النادي بالكأس الغالية جمهورًا كبيرًا يحتفل بالكأس خاصةً وأن الشباب له تاريخ لا بأس به مع البطولات منذ سنوات ليست بالقصيرة ولكن صدمت حسب ما شاهدت في الصورة بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في المدرجات ولا أجد تناسقًا بين بطولات الشباب وبين شعبيته فالمفترض أن يكون الجمهور في تنامي وازدياد إلا أنني لا ألاحظ ذلك وربما أن الشباب حتى وإن أعجبتنا نتائجه لا يجد القبول من شريحة كبيرة من المشجعين المحبين لكرة القدم في الوقت الذي استأثر فيه الأربعة الكبار بالجماهير بغض النظر عن حجم البطولات التي حققوها مؤخرًا.

ـ النصر يبرم الصفقة تلو الأخرى، بدأ بكانيدا ثم الفريدي والجبرين لأن فيصل بن تركي المتأهب لأربع سنوات مقبلة عرف طريق البطولات ويريد أن يستمر في القمة ويحقق المزيد من الإنجازات وهذا هو الفكر الذي يساير هوى الجماهير ويحوز على رضاهم لذا فالنصر يسير بخطى حثيثة لإعداد مبكر جدا للموسم المقبل للمحافظة على مكاسبه علاوةً على المشاركة الفاعلة في دوري أبطال آسيا، أما الهلال والاتحاد اللذان حققا انتصارين مهمين في جولة الذهاب الآسيوية يتطلعان وهما يخوضان هذا المعترك للوصول للنهائي ومحاولة الفوز بالبطولة مع مطلع الموسم المقبل لأنها ستكون بمثابة الزخم المعنوي الأمثل لدخول معترك المنافسة المحلي وهما أيضًا يفكران كما يفكر الأهلي والنصر في استقطابات نافعة سواءً على الصعيد التدريبي أو العناصري فكيف ستكون المنافسة بين الكبار في موسم التحدي المقبل؟.