2014-04-11 | 07:13 مقالات

الأهلي (خالد)

مشاركة الخبر      

إذا تخلى الأمير خالد بن عبدالله عن منصبه كرئيس لأعضاء الشرف فهو بالتأكيد لن يتخلى عن (محبوبه) ورفيق مسيرته (الأهلي)، فمن يعرف هذا الرجل يدرك الفرق بين إخلاصه للكيان وحبه المختلف عن الآخرين ممن يشاركونه حب الأهلي، والاختلاف هنا يأتي في الوفاء للكيان وإعطائه حقه من الاهتمام والدعم المتواصل طوال قرابة الخمسين سنة وغرسه المثمر في النادي من منشآت رائدة وصروح عملاقة تعنى بالمواهب وقد استفاد منها النادي واستفادت منها كرة القدم السعودية، ولأول مرة أجد أن الكيان الكبير يمكن أن ينتمي للفرد في حالة (خالد الأهلي) فهو قد بذل بسخاء وقدم كل ما في وسعه منذ أن كان لاعبًا ورئيسًا للنادي ورئيسًا لأعضاء الشرف ووقف مع كل الإدارات بدون استثناء وشارك الأهلي على مدى تاريخه أفراحه وأتراحه وكان الملجأ الأول للجماهير في الضراء قبل السراء، ومن هذه الصورة انتمى الأهلي إلى (خالد) لكونه أخلص في الانتماء إليه وقضى سنينًا طويلة من عمر هذا النادي في خدمته والسهر على مصالحه، وقد تكون هناك أجيال جديدة شجعت الأهلي وأحبته وبعضها لا يعلم أن أحد أسرار شموخ النادي وكبريائه وتفرده في تقديم رسالته كنادٍ رياضي شامل هو (خالد) وبعضها ربما لا يعلم أن الأهلي نال معه أغلى بطولاته سواءً على مستوى الدوري الممتاز أو بطولات الكؤوس وقضى معه أجمل فتراته الذهبية وأخرى لا تدري أنه باني الألعاب المختلفة وصانع أمجادها وبطولاتها العربية والخليجية والقارية لدرجة أن منجزات رياضة الوطن أصبح الأهلي عنوانها اليوم كما كان بالأمس..

ـ وبخلاف الإجماع التام للرياضيين على التعاطي المختلف لهذا الرجل مع رسالة الرياضة السامية هناك من واءم بين شخصيته وما تعيشه رياضتنا وكرتنا اليوم من ظواهر سلبية جعلت من البيئة نفسها غير ملائمة لشخصية بحجم الأمير خالد عاش معظم مراحل الرياضة السعودية وواكب تطورها وأسهم بنفسه في نموها لذا يمكن أن نربط قراره الخلود للراحة بهذه البيئة المنفرة أو ربما أحد الأسباب الجوهرية التي جعلته يتجه لهذا القرار وإن كان قد اعتاد على السمو فوق الترهات ورسم سياسة ثابتة لناديه انصهرت الإدارات في تنفيذها فكان الأهلي الذي عايشته النادي الأول بين أنديتنا حضارةً بل وعشت شخصيًا في الفترة الماضية تحت لواء هذا الرجل أجمل فترات حياتي الإعلامية ..

ـ اسألوا أنفسكم وخالد ينفق بسخاء على إنشاء أول أكاديمية وأول مركز للفئات السنية وغيرها من المراكز الطبية والمعسكرات هل نسب شيئًا لنفسه؟ ولماذا رفض أن تسمى أي منشأة باسمه وهو الذي قام على إنشائها؟ واسألوا أنفسكم لماذا يرفض أن يذكر اسمه قرين أي دعم يقدم للنادي من مرتبات وعقود؟ وهل هناك من دعم ناديه بنفس حجم الدعم الذي قدمه؟ إجابات هذه الاستفهامات تظل شواهد تاريخية لوفاء (خالد) نحو ناديه فلا تستغربوا لو أن الأهلي مر بوعكة مرحلية عقب خلوده للراحة وربما هو ينتظر من أهل الأهلي القيام بواجبهم نحو ناديهم بعد السنوات الطويلة التي احتضن فيها النادي داعمًا ومسؤولاً، وربما أيضًا رأى أن أبناء الأهلي بحاجة لبالون اختبار لمعرفة من منهم يستطيع حتى لو تقديم جزء مما قدمه وأشك في ذلك ..

ـ حسب معلوماتي فإن الأهلي مقبل على عقد شراكة تجاري ضخم ويحتاج لإدارة ذكية تستطيع ترتيب ملفاتها وأولوياتها وأتمنى أن يكون الموجه لهذه الإدارة هو الأمير خالد لما يمتلكه من خبرات طويلة وفكر عالي القيمة إنما المناصب فهي لم تزد الأمير خالد قيمة بل هو من منحها القيمة والمكانة ..

ـ من غرس الاستقرار في النادي ومن شرع المبادئ الرياضية والقيم السامية فيه ومن أعطى للإدارات حرية العمل والتصرف ثم العودة للمجلس التنفيذي الاستشاري للحكم على الانتاجية؟ لقد اعترف الأهلاويون أخيرًا أنه لولاه لكان الأهلي مثل جاره أو غيره من الأندية التي لا تستطيع تحمل ثقل ملفاتها التي تئن بالشكاوى والديون..

ـ خلاصة الكلام فالأهلي لن يغادر قلب (خالد) مهما حدث وسيبقى يتابعه من موقعه كعضو شرف فالمسميات لا تحكم علاقته بالأهلي ويكفي أن تشاهد الأكاديمية ومركز الفئات السنية وبطولات ألعاب الأهلي الذهبية لنعرف جميعًا أنه موجود في كافة أرجاء مملكة الأهلي وعندما تشاهد فرق كرة القدم، المواهب الصاعدة، فرق الطائرة واليد والتنس وألعاب القوى تتنفس ذهبًا تدرك أن الأهلي (خالد).