2014-03-21 | 07:25 مقالات

سفير الوطن الأصلي

مشاركة الخبر      

لا أحد يزايد على أن النادي الأهلي هو سفير الوطن الذي اكتسب لقبه من لدن والد الجميع خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بوثيقة رسمية تزين مدخل قاعة الملكي عندما استقبل فرق الأهلي الفائزة بألقاب خارجية في عهد إدارة عبدالعزيز العنقري في يوليو 2009م وحينها حقق فريق كرة القدم وفريق كرة اليد وفريق الكرة الطائرة ثلاث بطولات خليجية وزاد عليها أبطال اليد البطولة الآسيوية ليصبح الأهلي في ذلك الوقت أول ناد سعودي يحقق أربع بطولات خارجية في موسم واحد، وقد لفت نظري أن هناك من يستخدم هذا اللقب الرسمي ويلبسه أندية أخرى ربما للفت الأنظار والانتقام من بعض من يختلف معهم أو بقصد الانتقاص من النادي الأهلي وبيان أن اللقب ليس حقًا حصريًا له بل يمكن إطلاقه على أي فريق يحقق فوزًا عابرًا في بطولة خارجية أو ما شابه ذلك، وهنا يجب التوقف عند هذا الشعور البغيض والدعاء لمثل هؤلاء بالشفاء العاجل مما تعتريه صدورهم تجاه هذا الكيان فلا يمكن بأي حال من الأحوال مهما بلغت درجة الاختلاف أن نهب هذا اللقب لناد آخر لمجرد أننا نحب هذا النادي ونكره ذاك، ومجرد تفسير هذا التوجه بأنه أمر طبيعي يمكن تجاوزه لكون كل الأندية التي تمثل خارجيًا لها الحق في هذا اللقب فهذا أمر مردود لعدة اعتبارات في مقدمتها حق صاحب اللقب الرسمي في مسماه علاوةً على أن الأندية الأخرى تملك مسميات تعارف عليها الوسط الرياضي والإعلامي هي التي يمكن تداولها خلاف من يملك مسماه بوثيقة رسمية مشهودة وتاريخية ..

ـ هاهو الأهلي يثبت من جديد أنه سفير الوطن الأصلي وما عداه تقليد فالرياضة السعودية التي باتت تشكو غيابًا في معظم مشاركاتها عن تحقيق الألقاب الخارجية فرحت مؤخرًا بطائرة الأهلي وهي تنتزع لقب كأس الخليج للأندية من أمام نادي الريان القطري (المنتخب) الذي يملك لاعبين مجنسين كما جرت العادة لدى الأشقاء في قطر بالمضي قدماً في تطعيم منتخباتهم وفرقهم باللاعبين المجنسين رغبةً في التفوق الرياضي وهذا حق مشروع لهم لضعف قاعدة المواهب الرياضية في هذا البلد قليل السكان صغير المساحة، وطائرة الأهلي بهذا الإنجاز استطاعت أن تضرب عدة عصافير بحجر واحد بالفوز على فريق قوي كان المرشح الأول للفوز بالكأس وإعادة بعض بريق الرياضة السعودية المعنون باسم الأهلي النادي صاحب المخزون المتنوع من الألقاب الخارجية في معظم الألعاب، فتحية من الأعماق لرجال هذا الإنجاز الذين لم يحصلوا على حقهم من الاهتمام الإعلامي بعد إحرازهم للقب وفي مقدمتهم المشرف على اللعبة أيمن تازي الرجل الذي يعشق العمل في صمت والجهاز الإداري والفني ونجوم الفريق بقيادة إسماعيل الحيبري وأعضاء الشرف الداعمين للعبة وإدارة النادي، فالطائرة الأهلاوية جددت لنا الفرح بعد الخيبات المتتالية للمشاركات الرياضية لفرقنا خارجيًا وكتبت سطرًا ذهبيًا في سجل إنجازات الأهلي زعيم الرياضة السعودية وفارسها المتوثب دائمًا ..

ـ في اليومين الماضيين استمتعنا بأربع مواجهات كروية سعودية ـ قطرية في دوري أبطال آسيا كانت محصلتها النهائية التعادل، فالاتحاد الذي خسر من لخويا اقتص له الشباب بهزيمة الريان والهلال والفتح تعادلا مع السد والجيش لتبقى حظوظ فرقنا السعودية في الجولات الثلاث المقبلة قائمة ولكن تكتنفها بعض الصعوبة وإن كان الشباب أولاً ثم الهلال يملكان آمالا لا بأس بها للعبور للدور التالي إذا ما تحسنت الصورة الفنية لهما عما كانت عليه في جولات الذهاب وتعلما من أخطائهما التي وقعا فيها لاسيما على مستوى الخطوط الخلفية إضافة لغياب عدد كبير من العناصر المحلية التي كنا نعول عليها عن أداء أدوارها المعهودة بحسب إمكانياتها واتضح في المقابل قدرة نيفيز في الهلال في الحفاظ على آمال فريقه بعد أن أحرز هدفين أمام السد وهو ما اعتدناه من هذا النجم الكبير ومثله بنسبة أقل لاعب الشباب رافينها الذي قاد فريقه للفوز ببراعته وموهبته ..

ـ يعجبني في الهلاليين دفاعهم المستميت عن مدرب فريقهم الكروي الوطني سامي الجابر حتى والفريق في أسوأ حالاته بدءًا من الإدارة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي استغرب اندفاع الفريق للهجوم بعد إحراز الهدف الثاني أمام السد محملا اللاعبين المسؤولية ومبرئًا سامي في نفس الوقت من تحمل مسؤولية الخروج بالتعادل نهايةً بالإعلام الهلالي الذي يساند تاريخ سامي ويصمت من أجل هذا التاريخ على أخطائه، وإذا كان هناك من ينتقد هذه الصورة من التلاحم والدفاع عن سامي بالنظر إلى نتائج الهلال هذا الموسم فإن الجانب الإيجابي هنا يتمثل في نموذج حماية المدرب الوطني سامي الجابر المحظوظ بهذا الدعم خلاف كثير من المدربين الوطنيين الذين فقدوا الثقة في إمكانياتهم للوهلة الأولى من استلامهم لمهام التدريب في أنديتهم وابحث هنا عن الإدارة والإعلام الموجه.