2014-03-07 | 07:44 مقالات

مغزى إحالة ملف العنزي للاحتراف

مشاركة الخبر      

الفصل الأخير من رواية عبدالله العنزي المعروضة في دور النشر حاليًا تم معالجة أحداثها في لجنة الاحتراف التي يرأسها الخلوق عبدالله البرقان بعد إحالتها من رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد وبدا لي أن البرقان مر بموقف صعب بعد محاصرة النصراويين له سواءً في حسابه الرسمي أو عند لقائهم به فهو للتو قد خرج من تجربة ساخنة تمثلت في حديثه عن الاتفاقية المبرمة بين خالد الغامدي وإدارة ناديه وتشعب الأمور إلى جوانب متعددة وصلت للحديث عن الميول ومن وجهة نظري فإن البرقان يملك من الثقة في عمله وأدواته ما يجعله بريئًا من تهمة خدمة ناديه والآن وبعد وصول ملف العنزي إلى طاولة الاحتراف فإنني أجزم بأنه قد أخضع الأمر للوائح والأنظمة بعد دراسة مبررات تأخر العنزي عن الانضمام للمنتخب، وبعيدًا عن معاول الهدم المتمثلة في الإثارة الإعلامية والهجوم المتبادل بين معسكري الهلال والنصر فإن اشتعال القضية على هذا النحو واتساع رقعتها جاء ليؤكد أن الأمر خرج من دائرة التعاطي العقلاني الذي في واقعه كان يجب أن يحمي قميص المنتخب الغالي وموهبة اللاعب الثمينة إلا أنه ترك هذا التوجه ودافع عن مصلحة الناديين، فالهلاليون كانوا يبحثون عن إيقاف اللاعب وتغريمه أو حتى التأثير عليه نفسياً ولو بلفت نظر وتعهد خطي، والنصراويون يريدون حماية حامي عرين ناديهم وتجييش كل الطاقات الإعلامية للحيلولة دون الإضرار به نفسيًا وماليًا وقبل ذلك أدى اشتعال القضية في كل وسائل الإعلام إلى خروج مدرب المنتخب لوبيز عن طوره قبل مواجهة إندونيسيا وفي المؤتمر الصحفي ليبدي استغرابه من هذا التناول الفج واعتذاره لجماهير وإدارة النصر ومصدر استغرابه ربما في تساؤله عن هذه الضجة غير المبررة فاللاعب على الرغم من تأخره لساعات جاء برغبة الانضمام للمنتخب وأغلب الظن أنه لم يكن لديه النية المبيتة للتكاسل عن واجبه الوطني والجهاز الفني من جانبه أراد تأديبه فاستبعده عن هذه المهمة وهنا لا أبرر للعنزي خطأه فهو قد خانه تقدير الموقف وحساب الأمور التي قد تنتج عن تصرف كهذا حتى وإن كان دون قصد منه ..

ـ ولعل تصنيف قضية العنزي ضمن قضايا سابقة تعرض لها بعض لاعبي الكرة السعودية السابقين وقياسها بالعاطفة والمساواة لا يستقيم مع الوضع الرياضي والكروي الحالي المحكوم بالقوانين والضوابط أما المواطنة فلا يمكن أن يكون القانون إطارها بل حب الوطن هو الدافع حتى لا نجد أكثر من لاعب يتملص ممن مسؤولياته مستقبلاً ..

ـ ترى ما الدروس المستفادة من موقف العنزي مع المنتخب وكيف يتم تلافي حدوث مثل هذا الأمر مستقبلا وما هي الجهات التي يمكن أن تسهم في تثقيف اللاعب المحترف بمسئولياته ومهامه تجاه منتخبه وناديه وقضاء فترات راحته بما لا يتعارض مع هذه المسؤوليات؟ أسئلة عدة واستفهامات تعنى بتلك العلاقة تبدأ من حيث أخطأ اللاعب وأظن بأن إدارة المنتخب وإدارات الكرة بالأندية معنية كثيرًا بهذا الشأن حتى يتعامل اللاعب باحترافية تامة تشبه إلى حد ما لاعب كرة القدم المحترف في أوروبا الذي يشارك مع ناديه في المنافسات المحلية والخارجية ويجد سهولة تامة في الانخراط في صفوف منتخب بلاده في الوقت المناسب ويقدم أفضل المستويات هنا وهناك ..

ـ أننا أمام مواقف صعبة يعيشها اللاعب المحترف لدينا بسبب عدم إلمامه الصحيح بمسئولياته وبرمجة إجازاته والعلاج يبدأ من المحاضرات التثقيفية والاهتمام المشترك لإدارات الكرة في الأندية وأجهزة الاحتراف وإدارة المنتخب في إعطاء اللاعبين جرعة نظام في الالتزام بالمواعيد واحترام الواجبات وأن يعمل على جهوزيته لكل المنافسات سواءً مع ناديه أو المنتخب ..

ـ ومن هذه الصورة كانت إحالة أحمد عيد لقضية اللاعب للجنة الاحتراف إشارة واضحة بأن الأمر يعود لعقلية اللاعب واحترافيته وإمكانية التقويم المناسب من اللجنة تجاه إحدى مسؤولياتها في دفع مسيرة الاحتراف والمحترفين ..

ـ عبدالله العنزي وغيره من نجوم حاضر الكرة السعودية يجب الاهتمام بموهبتهم ودعم حضورهم المتجدد حتى لا نخسرهم فهم عماد المنتخب ومستقبله وإيقاف نجم وتقويم سلوكه الخاطئ لا يعني نهاية مستقبله بل يجب أن تكون له بمثابة الدرس المستفاد لعدم تكرار هذا السلوك الذي يسيء لنجوميته، وبغض النظر عن القرار يجب أن يعيد اللاعب التفكير في نجوميته واحترافيته ويتجاوز أخطاءه بإصرار.