خروج بيريرا ليس الحل يا أهلي
بعد هدوء عاصفة الغضب الجماهيري والإعلامي من نتائج الأهلي وخروجه مؤخرًا من مسابقة كأس ولي العهد والمنافسة على الدوري يجب أن نناقش أوضاع النادي بهدوء ومنطقية منطلقين من السياسة التي ينتهجها النادي مؤخرًا من إيكال كامل المسؤولية على عاتق المدرب فيتور بيريرا ليكون المدرب والمسؤول والإداري، ومن هنا ربما وصلت الرسالة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للاعبي الأهلي بأن عقد فيتور بيريرا مدته موسمان وعليهم أن يعملوا على تشرب منهجه وإستراتيجياته ولا مناص من أن أي تقاعس قد يقودهم هم للمجهول وليس فيتور بيريرا الذي لن يخسر كثيرًا في حال عدم نجاحه رغم أنه مثل ما له من حسنات له أيضًا سلبيات تمثلت في تفريغ الفريق من بعض عناصره المؤثرة إضافةً إلى خياراته العناصرية الأجنبية التي لم تبرز بالشكل المطلوب حتى الآن مثل ليال وموسورو وسوك، أي أن المنهجية الفنية تسير في نفق مجهول لن يسفر عن نتائجها إلا في نهاية هذا النفق إما بالنجاح أو عدم التوفيق عندها يمكن في نهاية موسمي بيريرا إصدار الأحكام وتقييم تجربة المدرب بعد أن مل الأهلاويون من عملية التغيير الدائم في المدربين مما زاد من كلفة استقطاباتهم وتأثير اختلاف مناهجهم ..
ـ إن التفكير في الاستغناء عن بيريرا سواءً بوجود شرط جزائي كبير أو خلافه هو مغامرة غير محسوبة العواقب فطالما أن الأهلاويين احتفوا بمنهجيته في البداية ومنحوه كافة الصلاحيات للعمل والاختيار العناصري وتطبيق خططه الفنية فعليهم أن يتحملوا سوء النتائج ويصبروا على عمله فلربما وصل بهم إلى تحقيق الطموحات التي ينشدونها في نهاية المطاف على الرغم من أننا كبيئة رياضية اعتدنا تفريغ انتقاداتنا من خلال عواطفنا وليس عقولنا فإلى متى نظل محكومين بالتغيير المستمر وصرف مبالغ طائلة دون نتائج مما يتسبب في ضياع الاستقرار فما ألاحظه على فكر بيريرا أنه غير مكترث بالنتائج كثيرًا في الفترة الحالية وأن همه الأكبر هو إعداد فريق قوي معتمدًا على جيل جله من الواعدين قد يحقق مآربه في الموسم المقبل وأجزم بأن الهدف الأوحد أمام بيريرا وعناصره التي وضع الثقة فيها هو تحقيق مركز متقدم في الدوري يمكنه من االمشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل ..
ـ وليس معنى دعم استمرار بيريرا الصمت على أخطائه فهو قد ارتكبها وانتهى الأمر وقد تطرقت لها في هذه المساحة في مقالات سابقة ولكن يجب أن تتم مناقشته بين فترة وأخرى لتدعيم العمل الإيجابي وتصحيح السلبيات وللتذكير فقد نبهت على أن بيريرا وحده يتحمل مسؤولية التعاقدات مع ليال وقبله سوك وموسورو ويتحمل مسؤولية انفلات بعض عناصره نحو الهجوم على التحكيم على نحو ما قام به من انفعالات في بعض المؤتمرات الصحفية ومقاعد البدلاء ويتحمل البطاقات الملونة التي حصل عليها بعض لاعبيه ويتحمل أيضًا مع الفريق ككل النتائج السلبية والهزات التي لحقت بالفريق وأبعدته عن المنافسة عن الدوري وأخرجته من بطولة كان قريبًا من تحقيقها وهي كأس ولي العهد التي لو حققها الفريق الأهلاوي لأصبح من الصعب هزيمته في مستقبل المباريات على خلاف الوضع الذي نشاهد فيه الفريق حاليًا حيث يتلقى الخسائر على ملعبه وأضحى سلاح الاستحواذ الذي يفاخر وبالاً عليه من أندية أقل إمكانيات صارت تجابهه بسلاح تكتيكي مكنها من تحقيق نتائج إيجابية لم تكن تتوقعها أمام الأهلي ..
ـ أما الجانب الإداري الملاصق للجهاز الفني فمع احترامي للدور الذي يقوم به صديقي محمد الحارثي إلا أنه ربما تاهت مهامه مع استئثار الجهاز الفني بقيادة بيريرا بكافة الصلاحيات وهنا ربما يكون وجود إداري صاحب خبرة ميدانية أفضل بوجود محمد شلية كما كان يفعل طارق كيال سابقًا وهذا لا يمحو النجاحات التي حققها محمد الحارثي مع الفئات السنية ..
ـ الأهلي مقبل على مرحلة حساسة ومشكلته كنادٍ جماهيري هو عدم صبر محبيه على النتائج وهذا أمر طبيعي يحدث في الأندية الجماهيرية لدينا وربما أن هذا الفكر يتأثر بالمعطيات في أندية أخرى منافسة، فمن كان يتوقع أن النصر سيكون الحصان الرابح والجامح نحو بطولات هذا الموسم لم يكن يتوقع أن يغيب الأهلي بهذه الصورة المؤسفة عن المنافسة بل كان هو الفريق المؤهل والذي توفرت له كافة إمكانيات النجاح والاستقرار، والأمر الطبيعي الآخر هو أن ترى جماهير الأهلي إدارتي النصر والهلال تدعم مكتسباتها النتائجية بتعزيز خطوطها بعناصر ذات فائدة فنية مثل ناصر الشمراني وكريري في الهلال والجيزاوي ونور ويحي الشهري في النصر ..
ـ خلاصة الكلام طالما أن الفأس وقعت في الرأس فعلى الأهلاويين أن ينصرفوا لتصحيح أوضاعهم لتحقيق مركز متقدم في الدوري والتركيز على بطولة كأس الملك وأن يدخلوا الموسم المقبل باستقرار ومنهجية واضحة ودون تغييرات عناصرية واستثمار هذا الموسم في تحقيق أعلى معدلات الانسجام.