أوقفوا عبث رعاع الإعلام ..
ما يدور حاليًا من مصادمات في الوسط الرياضي لا يخدم المنافسة الشريفة والإثارة المؤطرة بالأخلاق أبدًا بل أنه أمر يشجع داعمي الرياضة على هجرها وركل هذا الوسط بالقدمين كما يركل اللاعبون الكرة في المستطيل الأخضر ولا تتوقف هذه الخطوة على الداعمين بل حتى الجماهير المحبة للمنافسة الشريفة عندما ترى هذا الإسفاف والتناحر والمزالق الأخلاقية في البرامج الرياضية واللقاءات المتلفزة التي تعقب المباريات تتجه إلى مواقع ترفيه أخرى وتصبح بعد ذلك الملاعب الصغيرة والكبيرة والمنشآت الجديدة والقديمة فارغة من أهم عناصر إثارتها وهو الجمهور الذي لا يريد هذا النوع من الحروب الإعلامية بل يريد مباريات جميلة ومنافسة مثيرة داخل الميدان كما يحدث في كل ملاعب العالم وفي كل منافساتها فهناك لم يحدث أن شاهدنا هذا الطابع من الحوار بعد أي لقاء تنافسي أو غير تنافسي ، وعلى الرغم من أن المنافسات في كرة القدم في أوروبا وعدد من دول العالم المتطورة كرويًا تشهد أحداث ساخنة في الملعب من سوء تحكيم ومخاشنات وخلافه إلا أن الصراع ينتهي بحدود المستطيل الأخضر ولا يمتد إلى خارجه واللجان تتخذ قراراتها دون فيضان الأحاديث والتصريحات الذي نلاحظه في صفحاتنا الرياضية وبرامجنا المحبة لتسخين الأجواء واستضافة ( الرعاع ) من المهتمين بإبراز أنفسهم وشهرتهم مع أنهم لم يكونوا معروفين قبل سنوات قليلة في الوسط الرياضي وليست لهم أي إسهامات إعلامية تمنح الثقة للمتلقي فيما يطرحونه من آراء ، وهيج هؤلاء الرعاع الشارع الرياضي ولعبوا على وتر الميول وتعصب الجماهير وأصبحوا أكثر تعصبًا منهم بل إن الكثير من الجماهير الرياضية المحبة لكرة القدم عقلاء ولديهم من الثقافة والوعي ما يجعلهم أكثر قيمةً من هؤلاء ( المبللين ) للساحة بغثاء ميولهم وتعصبهم ومن يسمونهم مجازًا (محللين ) أو نقادًا وقس على ذلك ..
ـ يجب أن يكون هناك تدخل من أعلى سلطة لإيقاف هذا العبث بإعلامنا ورياضتنا ومنافساتنا حتى لو اضطر كبار المسئولين التنبيش في الساحة الإعلامية والضغط على مديري البرامج والقنوات لإبعاد هؤلاء ( المتشنجين ) الذين تتحول ألوان وجوههم وتحمر وتغبر عند ذكر الأندية المنافسة لأنديتهم المفضلة ويرمون الآخرين وينعتونهم بأبشع الصفات فهنا يجب أن نتوقف لإبراز البطاقة الحمراء في وجوههم على نحو ما يفعل الحكام في الملاعب والإبقاء فقط على من لديهم القدرة على التحليل والإقناع والقبول لدى المتلقي متكئًا على الخبرة والممارسة الإعلامية والممارسة الرياضية ..
ـ إن بعض مقدمي البرامج يتحملون المسئولية كاملة فيما يتعلق باختيارهم لضيوفهم فهم في كثير من الأحيان يميلون للإثارة المصطنعة وتهييج الشارع الرياضي والإثارة الممجوجة ثم يرمون باللوم على هؤلاء لأنهم هم من ذكروا العبارات المسيئة والإسقاطات الخطيرة التي لم يسلم منها محبو الرياضة وداعمو الأندية بحجة أنها نقد وهي في الحقيقة تصفية حسابات وحديث فضائي لمتهورين لا يجيدون ضبط ألسنتهم وعباراتهم وتبرز اللامسئولية في أحاديثهم ، ومن هنا تبرز قيمة وضرورة إبعادهم من البرامج الرياضية بل وحتى كافة وسائل الإعلام ..
ـ أنا وكل الغيورين على منافساتنا الرياضية متأكدون من أن جهات عليا بدأت في مراقبة هذه الأوضاع المخلة بالمنافسة الرياضية وبالطرح المسيء الذي تشهده الساحة الإعلامية وستتخذ قرارات صارمة قبل استفحال الوضح وانعكاساته الخطيرة على المدرجات والجماهير وحدوث ما لا يحمد عقباه واعتقد بأن ما حدث لرؤساء ومسئولين وإعلاميين في منصات الملاعب من تهجم وضرب وشنق بشعارات الأندية نتيجة تصرفاتهم وتصريحاتهم ليظل أحد مسببات هذا اللغط والشحناء التي خرجت برياضتنا عن مسارها ويتحمل مسئولو الأندية مسئولياتهم في هذا الجانب لأنهم أفرطوا في الأحاديث السلبية وجاءت النتائج عكسية وأثرت على المنافسة بل أن هناك ما هو أخطر في هذا الاتجاه من قيام بعضهم بالاتفاق مع لاعبي أندية للإضرار بزملائهم في أندية أخرى ..
ـ الاعتذار لا يكفي وما أكثر الاعتذارات التي سمعنا بها هذا الموسم للهلال والنصر والأهلي والاتفاق والاتحاد وغيرها من الأندية وهو ما يؤكد أزمة الثقة الموجودة بين الأندية والإعلام لأسباب متعددة منها قصور الجانب الإعلامي وارتكازه على ثلة من المتعصبين وإفراط مسئولي الأندية ومبالغتهم في الأحاديث غير المتزنة بل إن بعضهم يحاول ( ترقيع ) أمور لا يمكن (ترقيعها) وتمريرها على الجماهير التي بات بعضها يبكي وبعضها يضحك من حال الوسط الرياضي ومحتليه الجدد ..