بين فيكتور وليال
ـ أتمنى من كل قلبي أن يوفق المهاجم البرتغالي لويس ليال مع الأهلي لسبب بسيط هو أنه جاء بديلاً للبرازيلي فيكتور المرتبط مع مدرج الملكي بقصة حب استمرت سنوات تبادلا فيها الفرح بغض النظر عن حالة فيكتور الفنية منذ أن حضر من البرازيل بعد إجرائه عملية جراحية وانخراطه في تدريبات الفريق الإعدادية للموسم الحالي، فأهداف فيكتور المائة وتجلياته الهجومية في عدد من المباريات الحاسمة وعلاقته الحماسية بالجمهور جعلت من اللاعب يحتل مساحة كبيرة من الحب في قلوب الأهلاويين الذين لا يعرفون من علاقة فيكتور بالأهلي سوى الأهداف بينما لا يعرفون أبعادا أخرى لهذه العلاقة تتمثل في غيابه الطويل مع بداية الموسم لأسباب يتحمل هو جزءًا منها ثم ممارسته بعض الغرور في تعامله مع الجهاز الفني وشعوره بأنه من الصعب الاستغناء عنه فيما كانت الرؤية الفنية تنحصر في عدم فاعليته وتقديمه لكل ما لديه من إمكانيات في الفترة الماضية لذا كان من الطبيعي أن يفض الجهاز الفني هذه العلاقة أما رؤية القريبين من اللاعب فتتلخص في أنه يتقاضى مبالغ طائلة دون عائد ميداني يعيد للأذهان فاعلية اللاعب الذي أصبح تركيزه منصبًا على المادة وحدها، وما كتبته في المساحة لا يعني مصادرة مشاعر الجماهير وعاطفتهم نحو لاعب طالما أسعدهم ولكن من باب فتح ملف كان الأهلاويون يتحاشون تناوله أمام عاطفة الجماهير، ومع كل ذلك من الصعب عندما تأتي بمهاجم بديل أن ترغم محبي الأهلي على هضمه والاقتناع به وتدليله ما لم يكن يملك مواصفات هجومية تفضله عن فيكتور وتجعل الجمهور ينساه ويكون لنفسه خارطة طريق نحو قلوب جماهير الأهلي، وهنا مكمن الصعوبة في مستهل علاقة البرتغالي ليال مع الأهلي والأهلاويين فإن استطاع تجاوز هذا المطب فهو قد تجاوز مرحلة غاية في الأهمية نحو الاستقرار المعنوي والعطاء المنتظر منه كلاعب محترف جاء به الأهلي لمساعدته في الاستحقاقات المقبلة.
ـ أمر آخر لا يقل أهمية عن قضية المقارنة الجماهيرية بين فيكتور ولويس ليال ويتمثل في أن بوصلة الخيارات التعاقدية باتت في يد المدرب فيتور بيريرا وحده وهذا يكرس لعمل احترافي في التعامل لكنه على جانب آخر يحرك لدى الجماهير فضول مراقبة إمكانيات اللاعب وربط العائد الفني الذي يقدمه بخطوة بيريرا في توجيه الإدارة بالتعاقد مع اللاعب فإما أن يسطع نجم لويس ليال ويسطع معه نجم بيريرا في سماء الأهلي ومدرج محبيه وإما أن تظهر ملامح أخرى تعكر صفو تلك العلاقة، وهنا مكمن أمنيتي بأن ينجح لويس ليال مع الأهلي حتى تستمر فترة عمل المدرب فيتور بيريرا لفترة أطول ينفذ من خلالها فكره واستراتيجيته فهو كمدرب رغم أنه له اجتهادات لا يتحمل تبعاتها لحداثة تجربته مع الأهلي والكرة السعودية إلا أنه بصراحة له بصمة في الفريق انضباطيًا وتكتيكيًا ومثل هذه الخطوات التصحيحية الممنهجة لا يمكن اختزال فترة جرعاتها للاعبين في زمن قصير بل موسم على أقل تقدير لإظهار نواتجها.
ـ نتائج الأهلي الأخيرة جيدة بلاشك لكن أرجو ألا تسوقنا إلى لغة العاطفة في التعامل مع هذه النتائج على أنها الصورة الجميلة المنتظرة لكن يمكن تسميتها بأنها بداية لوحة مشرقة تحتاج لاكتمال بهائها ورسمها تناسقًا في الاختيار وعدم تداخل في الألوان وتماسكًا في العلاقة.
ـ برونو سيزار هو الآخر لا يختلف كثيرًا عن مواطنه فيكتور من وجهة نظري ليس على صعيد المستوى والإمكانيات بل على صعيد التعالي خاصةً وأنه في أحاديثه الأخيرة بل ومنذ تعاقده مع الأهلي وهو يركز على أن حضوره للسعودية كان من أجل المادة أما طموحه فهو أكبر من ذلك ولا أظن لاعبًا بهذه الفظاظة في التعامل يستطيع الوصول إلى مكانة عالية بين النجوم البرازيليين في أوروبا وحتى وإن انتقل لأحد أندية موطنه البرازيل فأظن أنه سيضيع بين المواهب الوافرة هناك، وهنا لا بد لبيريرا أن يحسن الاختيار في مركز صانع الألعاب لأنه يعول عليه كثيرًا في الشق الهجومي والتهديفي ومساعدته على إحراز النتائج الإيجابية بالتعاون مع بقية عناصر الفريق.