ملفات خطيرة
ـ في الوقت الذي يتأهب فيه الأخضر لتجاوز محطة العراق وتأكيد زعامته لمجموعته، تعالى ضجيج الهلاليين والنصراويين بأحاديث ملتهبة واتهامات وشكاوى تسبق مواجهتهما المرتقبة التي تجمعهما كمتصدر ووصيف، ولعل انغماسهما في لغة الصراع الإعلامي تزكيه الرغبة في التهيئة المعنوية لتلك المواجهة، إلا أن الطريقة المتبعة في هذا المسار خرجت عن المألوف بحديث ناري لعضو شرف النصر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن انقسم حولها الشارع الرياضي بين مؤيد ومعارض، وزاد من تأجيجها تناول الإعلام الرياضي لها بالتشريع والرفض من كونها فتحت ملفات خطيرة يصعب تشريحها، وقبل الهرولة مع المطالبين بالعقوبات نطمح في صورة شفافة لعلاقة اللاعب بتمثيل منتخب بلاده وجاهزيته للمشاركة سواءً من خلال إدارات الأندية أو إدارة المنتخب فقد أصبحت الاتهامات تلاحق نجوم المنتخب منذ حادثة عكاز لاعب الهلال سالم الدوسري نهايةً باستبعاد حارس النصر عبدالله العنزي للإصابة بعد الجدل الواسع لعدم انضمامه للأخضر في الفترة الماضية، وسنبقى في هذه الدائرة الضيقة ما لم تكن هناك لغة صارمة تحمي نجم المنتخب سواءً كان هذا النجم أهلاويًا أو هلاليًا أو نصراويًا أو اتحاديًا أو ينتمي لغير هذه الأندية، فغياب المعلومة والشفافية الهشة والصمت عن الاتهامات يزكي نار الشائعات بدلاً من الأخبار المقتضبة التي تحوم حول الحمى ولا تدخل في صلب تلك القضايا حتى لايصبح ذهاب اللاعب للمنتخب وانضمامه إليه وعودته منه يحيط به الغموض وحتى لايصاب اللاعب نفسه بالإحباط من هذا التناول الفج الذي يعلي هامة النادي على منتخب الوطن. ـ الملاحظ أن هذا اللغط يقابله امتعاض من شرائح رياضية عاقلة ترغب في هدوء الساحة من هذا الضجيج ودعم الأخضر في منعطفه الصعب أمام العراق اليوم، فمنتخبنا بحاجة ماسة لدعم كل رياضيي الوطن وجماهيره المحبة وأخشى أن يتأثر الحضور الجماهيري بتلك الحالة التي أصبحت تحكم علاقة اللاعب بمهمته الوطنية في إطار الاهتمام بالمنافسة المحلية وإن كان المنتخب يتصدر بفارق شاسع عن أقرب منافسيه وقد حسم مسألة تأهله نظريًا. ـ أعجبني هدوء رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد إزاء القرار الانضباطي بتغريمه ماليًا بسبب تصريحات متلفزة ويبدو أنه مدرك أن الخوض في ثنايا هذا القرار يقود لجدل بيزنطي لوضوح اللائحة التي تغاضت عن بيان الاتحاد المشابه لحالة رئيس الهلال ورئيس الأهلي وقد كان بالإمكان تجنب هذه العقوبات باختيار عبارات أنسب وأهدأ تعبر عن مواقفهم ولا تعكر صفوهم بالتغريم أو التشهير، وهنا أتحدث عن رئيسي ناديين كبيرين يملكان (كاريزما) خاصة في التعامل الناجح مع وسائل الإعلام ولديهما قبول في الشارع الرياضي، وأي سقطة لفظية قد تخدش صورتهما الجميلة، أما بيان الاتحاد فسيظل في ذاكرة لجنة الانضباط إلى أن تتخذ حياله الإجراء المناسب وأن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا، والعبرة بقرار عقوبة رئيس الهلال المتأخر وحتى تحوز الانضباط على التقدير لخطواتها يجب أن تشرع للمساواة فلا تتغاضى عن اتهامات وعبارات تهجم وتقر بمعاقبة أطراف أخرى لأنها يجب أن تؤسس لمنافسة رياضية مؤطرة بالأخلاق والروح الرياضية.