2013-11-08 | 07:26 مقالات

حقيقة الأهلي وعتب جماهيره

مشاركة الخبر      

ـ عندما يعلو صوت جماهير الأهلي مطالبًا بالتصحيح بعد سلسلة من التعادلات التي كان يجب أن تتحول إلى انتصارات، وعندما يلقي المدرج الأخضر سهام اللوم في عدة اتجاهات.. التمس له العذر لمحبته لناديه وشعوره بأن ممارسة عملية غير صائبة قادت الأهلي لهذه النتائج، وقد يكون هذا الشعور صحيحًا وقد لا يكون كذلك، لكن أن يستغل بعض هواة الاصطياد في الماء العكر هذه النتائج للنيل من جهد وعطاء رجل لا يتنفس الأهلي إلا من خلاله فذلك مرفوض تمامًا، بل إنني أستغرب كيف أطلق هؤلاء العنان لأنفسهم لتحميل كل أو بعض المسؤولية للأمير خالد بن عبدالله الذي تكفل بكل صفقات الأهلي ورسم وخطط طريق منصات التتويج ولكن ليس هو من يرتاد هذا الطريق وليس هو من يركل الكرة في الملعب بل هناك أدوات هم الجهاز الإداري والجهاز الفني واللاعبون تقع عليهم كامل المسؤولية في تنفيذ واجباتهم، وأنا متأكد لو أن فرصة واحدة من الفرص العشر التي تهيأت للأهلي أمام الرائد استغلت وكسب الفريق لتغير الانطباع بدرجة كبيرة بل لتحول اللائمون إلى مادحين وهذا أيضًا في عرف المنطق والعقل لايجوز القبول به وهو ما يسمى بالعاطفة. ـ هذا الرجل عندما يذكر اسمه يتبارى النقاد في اختيار العبارات التي تليق بما قدمه من دعم ليس للنادي الأهلي فحسب بل للكرة السعودية، ولا أبالغ إذا قلت إنه الرياضي الوحيد الذي يجمع بين الخبرة والدراية والتمرس المكتنزة على خلفية سنوات طوال تجاوزت خمسة وأربعين سنة مقرونة بالدعم المستمر ماديًا ومعنويًا لكل الإدارات والتخطيط الإيجابي ونال حب كل الشرائح الرياضية بمختلف ميولها، أما من يحاكمه بنتائج الفريق الأول فهو في النهاية ينتهي دوره قبل دخول اللاعبين المستطيل الأخضر، ولاننسى أن الأهلي قد ظهر في المجمل بصورة إيجابية في السنوات الأخيرة وحقق العديد من البطولات، فلماذا ننظر لمرحلة وجيزة من عمر المنافسة ونتناسى مرحلة عامرة بالإنجازات كان هو فارسها. ـ أتذكر عند قدوم فيتور بيريرا للأهلي أن سموه قد أوضح بصريح العبارة أن هذا الموسم لن يكون مجالاً للحكم على عمل مدرب جديد للتو في بداية مشواره التدريبي مع الفريق حتى وإن كان مدربًا شهيرًا فهو يحتاج إلى الوقت لتطبيق منهجيته واستراتيجيته، وقد يكون له بعض الاجتهادات في عملية الاختيار والتوظيف حتى يصل لما هو مناسب للفريق، ونحن لاننكر أن هناك بعض الأخطاء سبق أن تطرقنا لها إلا أنها لن تقلل من المجهود وروح الأسرة الواحدة الذي غرسه في الفريق، وشخصيًا كنت أتمنى ألا يتخلى عن إسماعيل مغربي الهداف المتميز وهداف دوري ركاء حاليًا مع فريق الوحدة فهو قد كان في أمس الحاجة إليه في هذه الفترة وفي الفترة الماضية التي شهدت حاجة الفريق الضرورية للمهاجم الصريح بسبب الإصابات التي تكالبت على الفريق. ـ أمس كان الأهلي في مواجهة صعبة مع بطل دوري الموسم الفائت الفتح، وبغض النظر عن النتيجة التي تهم الناديين لحصد النقاط واللحاق بالمتنافسين على الصدارة فإن بناء الرأي حول الأهلي لايمكن أن يكون من محصلة مباراة أو اثنتين بل يحكمه منهج واستراتيجية عمل وثمرتها النتائج، وإذا أراد جمهور الأهلي العقل والمنطق فليؤجلوا أحكامهم إلى نهاية الموسم أو إلى الموسم المقبل لتتضح شخصية الأهلي مع بيريرا، أما زيادة الضغط على الفريق بهذا الشكل فهو قد يؤدي إلى نتائج عكسية لايحبذها محبو الأهلي الذي ينتظر كلمة صادقة ونقداً بناءً والبعد عن التجريح والحكم المبكر أو المتسرع.